تقييم الحديث هذا الحديث صححه بعض القائلين بأن الضم فوق السرة بناء منهم على أن ابن خزيمة صححه. وليس الأمر كذلك كما عرفت. وتساهل بعض المتأخرين منهم فصححوه، رغم معرفتهم بعدم تصحيح ابن خزيمة له، وتغاضوا عما قيل في رواية علقمة وعبد الجبار عن أبيهما، وذلك شأن الانتصار للمذهب والتعصب للرأي والأسلاف.
وقد تتبعت حديث وائل، فوجدت فيه من العلل ما يسقطه عن الاعتبار ويمنع من الاحتجاج به، ومن ذلك:
العلة الأولى أن فيه اضطرابا في سنده، ففي بعض الروايات: علقمة عن أبيه.
وفي بعضها: عبد الجبار بن وائل، عن أمه، عن وائل.
وفي بعضها: عبد الجبار، عن أبيه.
وفيه بعضها: عبد الجبار، عن أناس من أهل بيته، عن أبيه.
وفي بعضها: علقمة، ومولى لهم، عن وائل.
وفي بعضها: أهل بيت عبد الجبار، عن أبيه وائل.
العلة الثانية أن في هذا الحديث اضطرابا في متنه، واختلاف شديد ينعكس على فهم المعنى المراد من الحديث، ومن ذلك:
* أنه اختلف بالنسبة لذكر الوضع من عدمه، فقد رواه بعضهم وليس فيه ذكر الوضع أصلا، وذلك في رواية الحميدي(1)، والطبراني(2).
* واختلف لفظه بالنسبة إلى موضع الوضع.
ففي رواية البزار: عند الصدر(3). وفي رواية ابن خزيمة: على الصدر. وفي رواية نسبت إلى ابن أبي شيبة: تحت السرة.
* واختلف لفظه في كيفية تشبيك اليدين.
ففي رواية أنه كان: يقبض. وفي رواية: يضع. وفي رواية: يمسك. وفي رواية: يضرب. وفي رواية: يحبس. وفي رواية: يأخذ.
* واختلف في موقع الكف على الكف.
ففي رواية: يده على يده. وفي رواية: اليمنى على اليسرى. وفي رواية: قريبا من الرسغ. وفي رواية: ساعده اليمنى على ساعده اليسرى. وفي رواية: يعتمد بإحدى يديه على الأخرى. وفي رواية: يده اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرسغ والساعد.
صفحه ۵۷