80

س_إذا حملت المرأة من الزنا، فقتلت ولدها جمعت بين الزنا والقتل، وإذا حملته على الزوج أدخلت على أهلها وأهله أجنبيا ليس منهم، فورثهم ورآهم، وخلا بهم، وانتسب إليهم، وهو ليس منهم إلى غير ذلك من مفاسد زناها.

ع_أن الزنا جناية على الولد؛ فإن الزاني يبذر نطفته على وجه يجعل النسمة المخلقة منها مقطوعة عن النسب إلى الآباء، والنسب معدود من الروابط الداعية إلى التعاون والتعاضد؛ فكان الزنا سببا لوجود الولد عاريا من العواطف التي تربطه بأدنى قربى يأخذون بساعده إذا زلت به نعله، ويتقوى به اعتصابهم عند الحاجة إليه.

كذلك فيه جناية عليه، وتعريض به لأن يعيش وضيعا بين الأمة، مدحورا من كل جانب؛ فإن الناس يستخفون بولد الزنا، وتنكره طبائعهم، ولا يرون له من الهيئة الاجتماعية اعتبارا؛ فما ذنب هذا المسكين؟ وأي قلب يحتمل أن يتسبب في هذا المصير؟ !

ف_زنا الرجل فيه إفساد المرأة المصونة، وتعريضها للفساد والتلف.

ص_الزنا يهيج العداوات، ويذكي نار الانتقام بين أهل المرأة وبين الزاني؛ ذلك أن الغيرة التي طبع عليها الإنسان على محارمه تملأ صدره عند مزاحمته على موطوءته، فيكون ذلك مظنة لوقوع المقاتلات، وانتشار المحاربات؛ لما يجلبه هتك الحرمة للزوج وذوي القرابة من العار والفضيحة الكبرى، ولو بلغ الرجل أن امرأته أو إحدى محارمه قتلت كان أسهل عليه من أن يبلغه أنها زنت.

قال سعد بن عبادة÷: =لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح+.

فبلغ ذلك رسول الله"فقال: =أتعجبون من غيرة سعد؟ والله لأنا أغير منه، والله أغير مني؛ ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن+(218).

ق_للزنا أثر على محارم الزاني، فشعور محارمه بتعاطيه هذه الفاحشة يسقط جانبا من مهابتهن له_كما مر_ويسهل عليهن بذل أعراضهن_إن لم يكن ثوب عفافهن منسوجا من تربية دينية صادقة_.

صفحه ۸۰