111

وأعلم أنك لن تجيبي

وأنى لك أن تجيبي

والضارعون إليك كثر

أسألك، حسب

أن أقف هنا، منتظرا

وأن تهبيني من نفسي

شارة عن نفسك!

أنشدها كناسك يرتل صحائف مقدسة، كان منفعلا مع كل حرف وكلمة انفعالا عميقا يتجسد في صوته وتقاسيم وجهه وحركة أنفاسه، وارتعاشة طفيفة في أنامله، كل ذلك يتجسد في حركة شفتيه الجافتين الحزينتين، ثم استأذننا وانصرف.

كنا نرقبه من تحت شجرة الدوم، وهو يتلاشى بسرعة بين أشجار الغابة التي بدأت تكسوها الخضرة.

شربنا القهوة ثم أخذت نوار تحدثنا عن أشيائها؛ قالت إنها قدمت من إسبانيا للاطمئنان على أهلها، ولكن عودة مايازوكوف هي الأخرى كانت حاسمة في صنع القرار بالعودة إلى البلاد، قال: أريد أن أتخلص من بعض الغرائز ... فقط بعضها، أريد أن أصير - ولو قليلا - منكم، فقط لو تحكمت في نفسي، إن لدي نفسا جموحة، أريد أن أقترب مني ... أقترب مني أكثر، أكثر. أريد أن أعرف ماذا أريد؟

صفحه نامشخص