أبت السكون فما تجف مدامعي .... عين تفيض بدمعها المتتابع
لما تذكرت الحسين وبعده .... زيدا تحرك حزن قلب جازع
صلى الإله على الحسين وفتية .... في كربلاء تتابعوا بمصارع
وعلى قتيل بالكناسة مفرد .... نائي المحل عن الأحبة شاسع
وجزى ابن إبراهيم عن أشياعه .... خيرا وأكرمه بصنع الصانع
نعم الخليفة والإمام المرتضى .... ذا الدين كان ومستقر ودايع
وجزى الإله أبا السرايا خير ما .... يجزي وصولا من مطيع سامع
حاط الإمام بسيفه وبنفسه .... بلسان ذي صدق وفعل نافع
في فتية جعلوا السيوف حصونهم .... مع كل سلهبة وطرف رائع
فتلقين يابن النبي فما لها .... أحد سواك برغم أنف الطامع
فلقد رأيت بها عليك طلاوة .... وضياء نور في جبينك ساطع
قال نصر بن مزاحم: دخلت عليه في« اليوم» الذي بويع فيه مع رجل من المحبين والمهنئين فعزاه أكثر الناس ودخل رجل من الزيدية، فقال: يابن رسول الله، لم يمت من قمت مقامه، ولم يعدم من سددت مكانه، فأنت خير خلف من أفضل سلف، كشف الله بك الكربة، ودمل بك كلوم الرزية، وراجع بك آمال الشيعة، وقطع بقيامك ظنون الأعداء والحسدة، فرحم الله أبا عبد الله قد قضى حق الله عليه، وخرج من الدنيا سالما بدينه، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ثم بكى، فقال له: اقعد رحمك الله فقعد، وسألت بعض من حضر: من هذا؟ فقال: هذا محمد بن علي الأنصاري.
صفحه ۴۷۷