78

وكان من أهل المعارف، وله تصنيف في العربية شرح على الكافية،

سماه: النجم الثاقب، انتزعه من شرح والده علي بن محمد بن أبي القاسم مصنف تجريد الكشاف، وقبره بصنعاء.

[المنصور بالله الناصر بن محمد]

وعارضهما المنصور بالله الناصر بن محمد بن الناصر بن أحمد بن الإمام المطهر بن يحيى بن المرتضى بن المطهر بن القاسم (بن المطهر بن محمد)(1) بن المطهر بن علي بن الناصر أحمد بن الهادي إلى الحق -عليه السلام- لما تربى في قصر صنعاء غمدان في حجر الخلافة، دعته همته العالية إلى أن عارض الإمامين المذكورين، على صغر سنه من سنهما، وقلة علمه، فجاء نادرة عصره، قاد الجنود، وخفقت على رأسه البنود، وملك ذمار، وصنعاء، وصعدة، وما حول ذلك من بلاد الزيدية، وغزا بلاد بني طاهر، واستولى على حصون شوامخ، وما كان أحد من الملوك يقوم [له](2) إلا وظفر به وأسر معارضيه.

أما الإمام المطهر فأسره الناصر في موضع يسمى قريس وكان نازلا، هو وقاسم [الملقب](3) سنقر إلىسلطان اليمن، وسنقر هذا (عبد)(4) لحي علي بن صلاح الدين، ملك(5) صنعاء بعد سيده، وكان يدخل المطهر مرة، وصلاح مرة، والناصر أخرى إلى صنعاء، حتى (آل أمره إلى)(6) أن أسره الناصر، ثم أمر من خنقه.

وأما الإمام المطهر فحبسه في حصن اسمه الربعة فأنشا -عليه السلام- وسيلة أولها:

ما ذا أقول وما آتي وما أذر ... في مدح من ضمنت مدحا له السور

فلما أتمها، وبلغت إلىصنعاء، قال وزير للناصر: أنظروا؛ فإنكم تجدوا(7) الرجل قد خرج من الحصن ببركة هذا الشعر، فوجدوه كما قال.

صفحه ۷۷