145

وكان فتح يافع وما والاها بأن تقدم مولانا محمد بن الحسين عليه السلام (يوم الخميس)(1) ثامن جمادي الآخر إلى الحلقة (بجميع قومه)(2) فتلقاه أهلها ومن حولها وبقيت جبال يافع ومن انظم إليها ألوف لا تحصى تحصنوا ولزموا الجبال الشوامخ منها: جبل العر وعمروا فيه دوائر مرتفعه وشحنوها بالبنادق والرجال الكثيرة وكثر جمعهم في هذا المحل حتى لا يقال فيهم بعدد محصور غير الكثرة.

فكان يوم الإثنين خامس شهر جمادي الآخر خرج مولانا محمد بن الحسين عليه السلام متمشيا بالجند حتى انتهى إلى أسفل نقيل العر فتناول أصحابه(3) مقدمات يافع يسمون الحضارمة وحصل بينهم الحرب الشديد فحمل العسكر المنصوروكان حربا هائلا فقتل كثير من يافع وأخذ سلاحهم وهزمهم الله سبحانه، وتقدم(4) مولانا محمد بن الحسين إلى مرفد وجموع يافع ارتحلوا يوم الثلاثاء إلى مواضع متحصنه (وأحربوا جنود الحق ذلك اليوم إلى آخره)(5) وقد ذهبت الرسل إلى مولانا أحمد بن الحسن عليه السلام ، وهو(6) في البيضاء ، لما قل على مولانا محمد بن الحسين العدة من البارود والرصاص، وكانت خزانته في الحلقة فلم يشعر(7) إلا وقد طلعت رايات مولانا أحمد بن الحسن عليه السلام فلما رأى ذلك يافع وعرفوه ولوا على أعقابهم مدبرين، وتعلقوا بجبالهم منهزمين.

وفي يوم السبت وما بعده (وصلوا عقال يافع)(8) وعامتهم بعد طلب الأمان ووصلت أوامر الإمام وترجيح مولانا محمد بن الحسين أن يستعمل (علىبلاد يافع السيد)(9) المجاهد شرف الدين بن مطهر [بن عبد الرحمن](10).

صفحه ۱۴۴