تثقيف اللسان وتلقيح الجنان

ابن مکی صقلی d. 501 AH
155

تثقيف اللسان وتلقيح الجنان

تثقيف اللسان وتلقيح الجنان

ناشر

دار الكتب العلمية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م

ژانرها

ويقولون: كل يوم ليلته قبله إلا عاشوراء، فإنه ليلته بعده. وليس كذلك. إنما قال أهل العلم: كل يوم ليلته قبله إلا يوم عرفة رأيته في كتاب الهجاء للدينوري وذكر لنا الشيخ أبو محمد عبد الحق أيده الله أنه رأى ذلك لأهل العلم. ويقولون: سانية، للخشب الذي تديره الدابة إذا سنت. وليس كذلك. إنما السانية: الدابة التي تسنو. ويقولون لنبت له زهر أصفر: أقحوان. وليس إياه. إنما الأقحوان: البابونج، والبابونق لغتان وهو الذي يقول له الناس: البابونق، بضم النون. ومن ذلك: التطفيف، هو عندهم التوفية والزيادة. لا يعرفون فيه غير ذلك، ويقولون: إناء مطفف، أي ملآن، حتى فاض أو كاد. وليس كذلك. وإنما التطفيف: النقصان، يقال: إناء طفان، وهو الذي قارب أن يمتليء، ويروى عن سلمان أنه قال: الصلاة مكيال، فمن وفى وفي له، ون طفف فقد علمتم ما قال الله في المطففين وفي الأخبار: ترك المكافأة على الهدية من التطفيف. ومن ذلك: العجز والكسل، لا يفرقون بينهما. والعجز عن الشيء: ألا تستطيعه، يقال: أعجزني الشيء إذا حاولته فلم تقدر عليه. والكسل أن تترك الشيء وتتراخى عنه، وإن كنت تستطيعه. وذكر أن رجلا من أهل العلم قال: وعدني بعض صناع مكة بصناعة شيء وحد لي وقتا، فأتيته للوقت فلم ألف ذلك الشيء، فقلت له: أعجزت: قال: لم أعجز عنه، ولكني كسلت. قال فتصاغرت إلى نفسي، أن يكون الصانع أعلم مني بمواقع الكلام.

1 / 167