تطهير الاعتقاد من أدران الإلحاد

Muhammad ibn Isma'il al-Amir al-San'ani d. 1182 AH
89

تطهير الاعتقاد من أدران الإلحاد

تطهير الاعتقاد من أدران الإلحاد

پژوهشگر

عبد المحسن بن حمد العباد البدر

ناشر

مطبعة سفير،الرياض

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٤هـ

محل انتشار

المملكة العربية السعودية

وعليه أن يُمسك قلمَه ولسانه، ويشتغل بطلب العلم، ويفرغ نفسه لطلب علوم الاجتهاد التي يتوصل بها إلى معرفة الكتاب والسنة وفهم معانيهما، والتمييز بين دلائلهما، ويجتهد في البحث في السنة وعلومها، حتى يتميز عنده صحيحها من سقيمها، ومقبولها من مردودها، وينظر في كلام الأئمة الكبار من سلف هذه الأمة وخلفها حتى يهتدي بكلامهم إلى الوصول إلى مطلوبه١، فإنَّه إن لَم يفعل هذا وقدَّم الاشتغال بما قدَّمنا، ندم على ما فرط فيه قبل أن يتعلَّم هذه العلوم غاية الندم، وتَمَنَّى أنَّه أمسك عن التكلُّم بما لا يعنيه، وسكت عن الخوض فيما لا يَدْرِيه، وما أحسن ما أدَّبنا به رسول الله ﷺ فيما صح عنه من قول "رحم الله امرءًا قال خيرًا أو صمت"٢، وهذا في الذي تكلَّم في العلم قبل أن يفتح الله عليه بما لا بدَّ منه، وشغل نفسه بالتعصب للعلماء، وتصدَّر للتصويب والتخطئة في شيء لَم يعلمه ولا فهمه حقَّ فهمه، ولم يقل خيرًا ولا صمت، فلم يتأدَّب بالأدب الذي أرشد إليه رسولُ الله ﷺ. وإذا تقرَّر لك من مجموع ما ذكرناه وجوبُ الرد إلى كتاب الله وسنِّة رسوله ﷺ بنصِّ الكتاب العزيز وإجماع المسلمين أجمعين، عرفت أنَّ مَن زعم من الناس أنَّه يُمكن معرفة المخطئ من العلماء من غير هذه الطريق

١ أوضح ابن القيم في كتاب الروح (ص:٣٩٥) أنَّه يُرجع إلى كلام العلماء للاستعانة بذلك للوصول إلى الدليل، فإذا وصل إليه استغنى به عن غيره، وضرب لذلك مثلًا بالنجم الذي يُستدلُّ به على جهة القبلة، فإذا وصل إليها لم يبق لاستدلاله بالنجم معنى. ٢ لم أقف عليه بهذا اللفظ، ورواه البخاري (٦٤٧٥) ومسلم (٧٤)، ولفظه: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت".

1 / 101