تطهير الاعتقاد من أدران الإلحاد

Muhammad ibn Isma'il al-Amir al-San'ani d. 1182 AH
16

تطهير الاعتقاد من أدران الإلحاد

تطهير الاعتقاد من أدران الإلحاد

پژوهشگر

عبد المحسن بن حمد العباد البدر

ناشر

مطبعة سفير،الرياض

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٤هـ

محل انتشار

المملكة العربية السعودية

وَالأَرْضِ﴾، ولا شكَّ أنَّ الجواب كما قبله، فلمَّا تعيَّن الاعتراف وبَّخهم منكرًا عليهم بقوله: ﴿أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾، وقوله: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ﴾، ولا شكَّ أنَّ الجواب الذي لا جواب لهم غيره هو: لا! أي ليس من شركائنا مَن يقدر على أن يفعل شيئًا من ذلك المذكور من الخلق والرَّزق والإماتة والإحياء، فلمَّا تعيَّن اعترافهم وبَّخهم منكرًا عليهم بقوله: ﴿سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ والآيات بنحو هذا كثيرة جدًّا، ولأجل ذلك ذكرنا في غير هذا الموضع أنَّ كلَّ الأسئلة المتعلِّقة بتوحيد الربوبيَّة استفهامات تقرير، يُراد منها أنَّهم إذا أقرُّوا رتَّب لهم التوبيخ والإنكار على ذلك الإقرار؛ لأنَّ المقرَّ بالربوبيَّة يلزمه الإقرارُ بالألوهيَّة ضرورة، نحو قوله تعالى: ﴿أَفِي اللَّهِ شَكٌّ﴾، وقوله: ﴿قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا﴾، وإن زعم بعض العلماء أنَّ هذا استفهام إنكار؛ لأنَّ استقراء القرآن دلَّ على أنَّ الاستفهام المتعلِّق بالربوبيَّة استفهام تقرير وليس استفهام إنكار؛ لأنَّهم لا ينكرون الربوبيَّة كما رأيت كثرة الآيات الدَّالَّة عليه. والكلام على أقسام التوحيد ستجده إن شاء الله في مواضع كثيرة من هذا الكتاب المبارك، بحسب المناسبات في الآيات التي نتكلَّم على بيانها بآيات أخر".

1 / 20