تسلية أهل المصائب
تسلية أهل المصائب
ناشر
دار الكتب العلمية
شماره نسخه
الثانية
سال انتشار
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
محل انتشار
بيروت - لبنان
والعباس إلى جنبه، وترك في حفرته الفضل وأسامة بن زيد، وأنا أبكي عند قبره، ما ينهاني أحد، وخسفت الشمس ذلك اليوم، فقال الناس: لموت إبراهيم، فقال النبي ﷺ: إنها لاتخسف لموت أحد ولا لحياته.
ورأى رسول الله فرجة في اللبن، فأمر بها أن تسد، فقيل لرسول الله ﷺ، فقال: أما إنها لاتضر ولا تنفع، ولكن تقر عين الحي، وإن العبد إذا عمل عملًا أحب الله أن يتقنه» ومات يوم الثلاثاء، لعشر ليال خلون من شهر ربيع الأول، سنة عشر.
وهكذا رواه الحافظ بن عساكر في ترجمة عبد الرحمن بن حسان بن ثابت، عن أبيه، ثم قال: هذا حديث غريب.
ثم ساقه من طرق أخرى، من حديث الزبير بن بكار حدثني محمد بن طلحة عن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله بن حارثة، عن عبد الرحمن بن حسان، فذكر نحوه.
وفيه مدرج يوم وفاته وشهره وسنته، والظاهر - والله أعلم - أنه من كلام الواقدي.
ولكن قيل: إن في بعض طرق هذا الحديث أنه صلى عليه، ولكن لم أره في هذين الطريقين، فالله تعالى أعلم بذلك.
وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي: «حدثنا إبراهيم الشامي، ثنا حماد، عن ثمامة بن عبد الله، عن أنس بن مالك ﵁ أن رسول الله ﷺ صلى على صبي أو صبية، وقال: لو نجا أحد من ضمة القبر، لنجا هذا الصبي» .
وقد روى أبو داود مرسلًا «عن عطاء بن أبي رباح، أن النبي ﷺ صلى على ابنه إبراهيم، وهو ابن سبعين ليلة» .
قال البيهقي - بعد أن ذكر مرسل البهي وقد تقدم ذكره، ومرسل عطاء هذا، وغيرهما من أحاديث الصلاة على الأطفال قال: فهذه الآثار، وإن كانت مراسيل، فبعضها يشد بعضًا، وقد أثبتوا صلاة رسول الله ﷺ على ابنه إبراهيم، وذلك أولى من رواية من روى أنه لم يصل - يعني حديث عائشة المتقدم المتصل وقد روي متصلًا أنه صلى عليه، من حديث البراء بن عازب - وقد تقدم - لكنه حديث لا يثبت، لأنه من رواية الجعد ولا يحتج بحديثه.
وقال الخطابي وغيره: اختلف في السبب الذي لأجله لم يصل.
قال بعضهم: إنما ترك الصلاة على ابنه، لأنه استغنى ببنوة رسول الله ﷺ عن الصلاة عليه التي هي شفاعة له كما استغنى الشهيد بشهادته عن الصلاة عليه
1 / 107