تسلية أهل المصائب
تسلية أهل المصائب
ناشر
دار الكتب العلمية
شماره نسخه
الثانية
سال انتشار
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
محل انتشار
بيروت - لبنان
فاستنقذه من أيديهم، وأدخله في ملائكة الرحمة ورأيت رجلًا من أمتي، جاثيًا على ركبتيه، وبينه وبين الله ﷿ حجاب، فجاءه حسن خلقه، فأخذ بيده فأدخله على الله ﷿، ورأيت رجلًا من أمتي، قد هوت صحيفته من قبل شماله، فجاءه خوفه من الله ﷿، فأخذ صحيفته فوضعها في يمينه، ورأيت رجلًا من أمتي، خف ميزانه، فجاءه أفراطه، فثقلوا ميزانه، ورأيت رجلًا من أمتي، قائم على شفير جهنم، فجاءه رجاؤه من الله ﷿، فاستنقذه من ذلك ومضى، ورأيت رجلا من أمتي، قد هوى في النار، فجاءته دمعته التي بكى من خشية الله ﷿، فاستنقذته من ذلك، ورأيت رجلا من أمتي قائمًا على الصراط، يرعد كما ترعد السعفه في ريح عاصف، فجاءه حسن ظنه بالله ﷿، فسكن رعدته ومضى، ورأيت رجلًا من أمتي، يزحف على الصراط ويحبو أحيانًا، ويتعلق أحيانا، فجاءته صلاته علي، فأنقذته وأقامته على قدميه، ورأيت رجلا من أمتي، انتهى إلى أبواب الجنة، فغلقت الأبواب دونه، فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله، ففتحت له أبواب الجنة، وأدخلته الجنة» .
هذا الحديث قد ذكر جماعة من الحفاظ، أن لوائح الصحة ظاهرة عليه، وأن القلب يركن الى متنه، وقد أومأت إليه فيما تقدم وبكل حال، في هذا الحديث بشارة عظيمة للأمة عامة، وفيه تطيب خاطر الوالدين على الأطفال خاصة، سواء كان الطفل ولد قبل إسلام والده أو بعده، فإنه ﷺ، قال: «رأيت رجلًا من أمتي خف ميزانه فجاءته أفراطه فثقلوا ميزانه» .
ويؤيد ذلك، ما ثبت «أن النبي ﷺ قال: كل مولود يولد على الفطرة» .
قال تعالى: ﴿فطرة الله التي فطر الناس عليها﴾ .
فالولدان الذين يتوفون على ما فطرهم الله عليه من التوحيد، هم من السعداء الذين يدخلون الجنة بلا عمل عملوه، ولا خير قدموه، بل برحمة الله لهم ومنته عليهم.
بل أعظم من هذا، أنهم يشفعون في آبائهم، ولهذا يكونون في البرزخ في كفالة أبيهم إبراهيم الخليل ﵇
1 / 84