124

تسلية أهل المصائب

تسلية أهل المصائب

ناشر

دار الكتب العلمية

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

محل انتشار

بيروت - لبنان

الباب السادس عشر: في وجوب الصبر على المصيبة قال الله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون﴾ وقال تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين﴾ وقال تعالى: ﴿ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم﴾ والآيات التي فيها الأمر بالصبر كثيرة جدًا معروفة. قال الإمام أحمد: ذكر الله ﷾ الصبر في القرآن في تسعين موضعًا. اعلم أن حقيقة الصبر، عند أرباب التصوف: خلق فاضل من أخلاق النفس، يمنع به من فعل مالا يحسن ولا يجمل، وهو قوة من قوى النفس التي بها صلاح شأنها، وقوام أمرها. قال سعيد بن جبير: الصبر اعتراف العبد لله بما أصابه منه، واحتسابه عند الله، ورجاء ثوابه، وقد يجزع الرجل، وهو متجلد، لا يرى منه إلا الصبر. وقد تقدم «حديث أبي زيد، أسامة بن زيد بن حارثة، مولى رسول الله ﷺ، وإرسال بنت رسول الله ﷺ إلى رسول الله ﷺ: إن ابني قد احتضر فاشهد، فأرسل يقرأ السلام، ويقول: إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبر وتحتسب» الحديث. أمرها بالصبر. «وعن أنس بن مالك ﵁ قال: مر النبي ﷺ بامرأة تبكي عند قبر، فقال: اتقي الله واصبري، فقالت: إليك عني، فإنك لم تصب بمصيبتي - ولم

1 / 132