173

تشييد المراجعات و تفنيد المكابرات

تشييد المراجعات و تفنيد المكابرات

ویراست

الأولى

سال انتشار

ذي القعدة 1417

إلى صحبة نبيه مؤمنا، وليس بأفضل المؤمنين ولا الثاني ولا الثالث.

قلت: يا أمير المؤمنين، إن قدر الآية عظيم.. إن الله يقول: (ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا).

قال: يا إسحاق، تأبى الآن أن أخرجك إلى الاستقصاء عليك، أخبرني عن حزن أبي بكر ، أكان رضا أم سخطا؟

قلت: إن أبا بكر إنما حزن من أجل رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم خوفا عليه وغما أن يصل إلى رسول الله شئ من المكروه.

قال: ليس هذا جوابي. إنما كان جوابي أن تقول رضا أم.

قلت: بل كان رضا لله.

قال: وكان الله جل ذكره بعث إلينا رسولا ينهى عن رضا الله عز وجل وعن طاعته؟!

قلت: أعوذ بالله.

قال: أو ليس قد زعمت أن حزن أبي بكر رضا لله؟!

قلت: بلى.

قال: أولم تجد أن القرآن يشهد أن رسول الله صلى الله عليه [وآله ] وسلم قال: لا تحزن. نهيا له عن الحزن؟!

قلت: أعوذ بالله!

قال: يا إسحاق، إن مذهبي الرفق بك، لعل الله يردك إلى الحق ويعدل بك عن الباطل ، لكثرة ما تستعيذ به.

وحدثني عن قول الله: (فأنزل الله سكينته عليه) من عني بذلك رسول الله أم أبو بكر؟

قلت: بل رسول الله.

قال: صدقت.

صفحه ۱۸۰