============================================================
(8) حقيقة عرفية عند الحاص والعام وصار هو الاصل والدمع فرعا عليه حت ادعى الشاعر آن المحبوبة انكرت دمعه وطالبته بالحجة والعذرعن بياضه فقال وقائلة ما بال دمعك آبيضا * فقلت لها ياعلو هذا الذى يقى الم تعلمى ان البكا طال عمرء * فشابت دموعى مثلماشاب مفرتي اا و هذا مشهور وهو حسن ولكن لي عليه ايراو يذهب حسنه ويبقى له عذوبته وانسجام تركيبه فقط وهى ان يقية الشيء هى من جنس ماتقدمها وادا كاتت البقية بيضاء دلت على آن الذى نفد منها كان أبيض فعلى هذا ماخرج عن عهدة مطالبتها له بالعذر عن بياضه فان قلت هذا فهم من قوله شابت فدل على آنها انقلبت من اللون الاول الى لون المشيب وهو البياض قلت لم يقل انه كان احمر قبل هذا ولا في البيتين مايدل على شى من هذا بل قال هذا الذى بقى وهبا يصلح آن يكون جوابا لها إذا قالت أن دمعك قليل ألا ترى أن الآخر قال قالوا ودمعي قد صفا لفراقهم * إنا عهدنا منك دمعا آحمرا فأجهم ان الصبابة عمرت فيكم وشاب الدمع لماعمرا فاحترز بذكر الحمرة خوفا من يمثل هذا الايراد عليه وإنما الذي هو أحسن من هذا عندى وأكمل وأبدع لما فيه من زبادة التورية قول بعهم عجبوا من ادمعى اذ غدت بيضاوكانت من دم قان ال لاتجبوا طرفي رب الهوى * فكل يوم هو في شان وقد توسع الشعراء في وصف الدمع بالحرة الى أن نقلوه الي غيرها
صفحه ۹