وأما مسير الكواكب في الطول، إذا أخذ على الأمر الوسط وهو المسير الذي يقال له المستوي، فإنه على ما أصف: أما الكواكب الثابتة، فإن مسيرها على ما ذكر بطلميوس: في كل مائة سنة درجة. وأما زحل، فإنه يدور الفلك في نحو من ثلاثين سنة. وأما المشتري، فإنه يسير الفلك في نحو من اثنتى عشرة سنة. وأما المريخ، فإنه يدور الفلك في نحو من سنتين. وأما الشمس والزهرة وعطارد، فإن كل واحد منها يسير الفلك في سنة، والشمس ومركز فلك تدوير هذين الكوكبين يكون أبدا بعضها مع بعض في درجة واحدة ودقيقة واحدة.
إلا أن هذين الكوكبين يتقدمان الشمس أحيانا، ويتخلفان عنها أحيانا، بسبب مسيرهما في فلك التدوير.
وأما القمر، فإنه يدور الفلك في سبعة وعشرين يوما وكسر. وجميع ما ذكرنا من هذا المسير هو المسير المستوي، فأما مسيرها الذي يرى لها في فلك البروج، فإنه يحتاج إلى أن يحسب بالتعديلات التي هي ما نصيبها من اختلاف المسير.
وقد يعرض للقمر شيء يقال له البراكسيس، وهو اختلاف المنظر، وقد يعرض ذلك أيضا لغيره من الكواكب، إلا أن الذي يعرض لها من ذلك يسير جدا، وليس يكاد أن يستعمل، وأما الذي يعرض من ذلك للقمر، فهو بين له قدر.
ومعنى البراكسيس هو اختلاف ما بين موضع القمر الذي نراه فيه بأبصارنا، وبين موضعه بالحقيقة من فلك البروج، وهو الذي كنا نراه فيه لو كنا في مركز الأرض. وذلك أن مقدار قطر الأرض، عند قطر فلك القمر، ليس هو قدر لا يحس، كما أن قدر قطر الأرض، عند قطر فلك الكواكب الثابتة، قدر غير محسوس.
صفحه ۹