وإن ركبتَ الى حمل الغلال ولم ... تُحْصَدْ جميعًا لتجني حصْدَ باقيها
عليك بالدّرةِ الخرْزاءِ إن سمعتْ ... أُذناكَ مستخدمًا ألغى خراجيها
فالنحسُ أنتَ تراهُ غيرَ مكترثٍ ... إلا بصَفْعِكَه إن رُمْتَ تنبيها
خُذْها مدائح مَنْ تلقاه مُبتَسِمًا ... يَهذي بذكرك بين الناس تنويها
واهزُزْ لها عِطفَك الميّاسَ من طرَبٍ ... ليُصبح الحاسد الغضبان يُطْريها
فأنتَ كالبانِ أعطافًا مرنَّحَة ... لمَنْ يشبّهُ أنّى رامَ تشبيها
فإنها كالتي إنْ أُنشِدَتْ طرَبًا ... صُدورها قامتْ منها قوافيها
ومن التحريف الظريف ما هو مشهور:
إنْ آنَ أنْ تلتَقي علِمْنا مَنْ منّ مِن أهلنا علينا
لوْ لؤلُؤًا صُبَّ في يديهم لوَلْوَلوا بالبُكا لدَيْنا
ومن ذلك ما أنشدنيه لنفسه إجازة الشيخ صفي الدين عبد العزيز بن سرايا الحلي، رحمه الله تعالى:
سلْ سلسلَ الريقِ إن لم يرْوِ حرَّ ظَما بَلْ بلبلَ القلبَ لمّا زاده ألَما
قدْ قدَّ قَدُّ حبيبي حبلَ مصطَبري إنْ آنَ أنْ أجتني جُرمًا فلا جرَما
مُذ ملّ ململَ قلبي في تعنُّتِه لو كفَّ كفكفَ دمعًا صار فيه دَما
بلْ رُبّ ربربِ سِرْبٍ ثغره شَنِبٌ لوْ لؤْلُؤٌ رام تشبيهًا به ظلَما
لو قابلَ الشمسَ لألاؤها كسفتْ فإن تقُلْ للدجى زح زحزحَ الظلما
كم هدّ هُدْهُدُ واشينا بناءَ وفًا غداةَ عنعنَ عن أعدائنا الكلِما
1 / 43