تشبیهات ابن ابی عون
التشبيهات لابن أبي عون
أتيتكَ زائرًا لقضاءِ حقٍّ ... فحالَ السيرُ دونكَ والحجابُ
وأنتمْ معشرٌ فيكم أخٌ لي ... كأنَّ إخاءهُ الآلُ السرابُ
ولستُ بواقعٍ في قدرِ قومٍ ... وإنْ كرهوا كما يقعُ الذبابُ
وقال ابن الرومي في سليمان الطاهري
كأنَّ بغداذَ لدنْ أبصرتْ ... طلعتهُ نائحةٌ تلتدمْ
مستقبلٌ منه ومستدبرٌ ... وجهُ بخيلٍ وقفا منهزمْ
ولمسلمٍ في ابن جامع
فإني وإسمعيلَ يومَ فراقهِ ... لكالغمدِ يومَ الروعِ فارقهُ النصلُ
فإنْ آتِ قومًا بعدهمْ أو أزرهمُ ... فكالوحشِ يدنيها من القنصِ المحلُ
وقال آخر
بليغٌ إذا يشكو إلى غيرها الهوى ... فإنْ هو لاقاها فغير بليغِ
كأنك ظمآنٌ يطالبُ موردًا ... فإنْ نالَ ريًا فهوَ غيرُ مسيغِ
وقال آخر
وقالوا لوْ تشاءُ سلوتَ عنها ... فقلتُ لهم كأنّي لا أشاءُ
فكيفَ وحبها علقٌ بقلبي ... كما علقتْ بأرشيةٍ دلاءُ
ونحوه قول الأحوص
لقد ثبتتْ في الصدرِ منك مودةٌ ... كما ثبتت في الراحتينِ الأصابعُ
وقال ابن الرومي
أهنأ العرفَ ما أتى من خليلٍ ... يحسبُ القرضَ للأخلاء فرضا
أحملُ الأمرَ وهو عبءٌ ثقيلٌ ... للأخلاءِ حملَ بعضيَ بعضا
وقال هارون بن الحسن بن سهل
لشربِ الراحِ من قلبي محلٌّ ... أشبههُ بزوراتِ الحبيبِ
فليتَ الراحَ دامتْ لي حياتي ... فأشربها وأركضُ في الذنوبِ
وقال آخر يصف ظليمًا دخل روضة
وكأنَّ من زهرِ الخزامى والندى ... والأقحوانِ عليه ريطةَ معرسِ
وإذا ترنمَ حولهُ ذبانه ... أصغى إليه كخائفٍ متوجسِ
وقال عنترة يصف روضة
وخلا الذبابُ بها فليسَ ببارحٍ ... غردًا كفعلِ الشاربِ المترنمِ
هزجًا يحكُّ ذراعهُ بذراعهِ ... قدحَ المكبِّ على الزنادِ الأجذمِ
وقال ابن الرومي يصف نبتًا
وغردَ ربعيُّ الذبابِ خلالهُ ... كما حثحثَ النشوانُ صنجًا مشرعا
فكانت أرانينُ الذبابِ هناكمُ ... على شدواتِ الطيرِ ضربًا موقعا
وقال بكر بن خارجة
ومستطيلٍ على الصهباءِ باكرها ... في فتيةٍ باصطباحِ الراحِ حذاقِ
فكلُّ كفٍّ رآها خالها قدحًا ... وكل شخصٍ رآهُ ظنهُ الساقي
وقال ابن الرومي
طلبتُ لديكمْ بالعتابِ زيادةً ... وعطفًا فأعفيتمْ بإحدى البوائقِ
فكنتُ كمتسقٍ سماءٍ مخيلةً ... حيًا فأصابتهُ بإحدى الصواعقِ
وقال الأحوص
فقلتُ إنَّ أبا حفصٍ يداركني ... منه نوالٌ كفاني الدينَ والسفرا
وشردَ الهمُّ عني بعد ما حضرتْ ... منه حواضرُ لا أنوالها صدرا
فكنتُ فيكم كممطورٍ ببلدتهِ ... فسرَّ أن جمعَ الأوطانَ والمطرا
وقال ابن الرومي
هاجرني ظلمًا أبو حفصلٍ ... فأصبحتْ أعداؤنا جذلى
مازحتهُ في بعضِ أيامهِ ... فصارَ في النفخةِ كالحبلى
مالي ذنبٌ بلْ على عرسهِ ... إذْ سلحتْ في لحيتي السفلَى
ومثله قوله
أبديتَ لي حبلَ التكبرِ فاحتقبْ ... عدلًا تبيتُ له بليلِ مخاضِ
لبكر بن النطاح يهجو أبا دلف ويقال أنها لمنصور بن باذانَ الأصبهاني
أبا دلفٍ إن الفقير بعينهِ ... لمن يرتجي جدوى نداك ويأملهْ
أرى لك بابًا مغلقًا متمنعًا ... إذا فتحوهُ عنك فالبؤسُ داخلهْ
وإنكَ لا تخزى من اللؤمِ للذي ... تشحُّ على الشيءِ الذي أنتَ آكلهْ
كأنكَ طبلٌ رائعُ الصوتِ معجبٌ ... خلاءٌ من الخيراتِ قفرٌ مداخلهْ
وأعجبُ شيءٍ فيك تسليمُ مرةٍ ... عليك على ظني وإنك قابلهْ
وقال الحمدوي يهجو رجلًا سقاه نبيذًا حامضًا
شربتَ مدامةً وسقيتَ خلًاّ ... لقد جاوزتَ في الفعلِ اللئاما
نبيذٌ كان للمقهورِ دهرًا ... تفتتُ منه أكبادُ الندامَى
فكبدي منه خاميزٌ كأني ... أجرعُ حين أشربهُ الحماما
أشبهُ بوجهكَ فهو وجهٌ ... عبوسٌ قمطريرٌ لن يراما
فلو قرنوا بوجهك ألفَ ثور ... لصاروا من حموضتهِ هلاما
وقال ابن الرومي مثله
قد لعمري اقتصصت من كل ضرسٍ ... كان يجني عليك في زغفانكْ
1 / 85