والحسنين عليهم الصلاة والسلام ، وهم الذين تولى رسول الله صلى الله عليه وآله تربيتهم وتعليمهم : ابن عباس ، حبر الأمة وفقيهها ، وسلمان الفارسي ، وأبوذر الغفاري وأبو رافع إبراهيم مولى رسول الله.
قال النجاشي : «أسلم أبو رافع قديما بمكة وهاجر إلى المدينة وشهد مع النبي مشاهده ، ولزم أمير المؤمنين عليه السلام من بعده ، وكان من خيار الشيعة ، ولأبي رافع (كتاب السنن والأحكام والقضايا» (1).
وكان من التابعين جمع كثير من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام حفظوا السنة النبوية ، وتداولوها فيما بينهم ، ونقلوها إلى الأجيال التي تليهم بأمانة ، حتى قال الذهبي في ميزان الاعتدال : «فهذا أي التشيع كثر في التابعين وتابعيهم ، مع الدين والورع والصدق ، فلو رد حديث هؤلاء أي الشيعة لذهبت جملة الآثار النبوية» (1).
ولما كان عمر بن الخطاب قد منع من تدوين السنة النبوية واستمر المنع بعده حتى خلافة عمر بن عبد العزيز ، لذا لم يتفق لمحدثي غير الشيعة من الصحابة والتابعين تدوين السنة النبوية قبل هذا الوقت. ولكن فقهاء الشيعة فيما يحدثنا التاريخ دونوا عدة مدونات حديثية مهمة ، حتى في تلك الحقبة ، إذ كان أمير المؤمنين عليه السلام أول من صنف في الفقه ، ودون الحديث النبوي ، ولم
صفحه ۵۷