تفصيلا ، في حين أن «التوراة» لم تشر إلى هذا اليوم وهذا الموقف ، وكتاب «الانجيل» يشير اشارة مختصرة ، والقرآن يذكره ويذكر به في مئات الموارد ، وبأسماء شتى ، ويشرح عاقبة العالم والبشرية ، التي تنتظرهم ، فتارة باختصار واخرى بإسهاب.
ويذكر مرارا أن الاعتقاد بيوم الجزاء (يوم القيامة) يعادل الاعتقاد بالله تعالى ، ويعتبر أحد الأصول الأساسية للإسلام ، وأن منكره (منكر المعاد) خارج عن شريعة الإسلام ، وما عاقبته إلا الهلاك والخسران.
قال تعالى : « إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب » (3).
ومما يلاحظ في الآية ، إن منشأ كل ضلال هو نسيان يوم الحساب.
وبالتدبر في خلقة الإنسان والعالم ، وكذا في الهدف من الشرائع السماوية ، يتضح الغرض من اليوم الذي سيلاقيه الإنسان «يوم الجزاء».
إن العدالة الالهية تقتضي أن تكون هناك نشأة أخرى ، حتى يجد فيها بنو الإنسان جزاء أعمالهم ، ويحيون حياة تناسب حالهم ، ويشير الله تعالى في كتابه العزيز إلى هاتين الحالتين بقوله :
« وما خلقنا السماوات والاءرض وما بينهما لاعبين * ما خلقناهما إلا
صفحه ۴۳