تشیع در شعر مصری در دوران ایوبیان و مملوکان
التشيع في الشعر المصري في عصر الأيوبيين والمماليك
ژانرها
بالوحي جبريل لها يتردد
فإذا كانت هذه هي نظرة ابن النبيه إلى الخليفة العباسي، فلا غرو أن نراه يصف هذا الخليفة بالصفات التي قالها الشيعة عن أئمتهم، فهو إذن الشفيع يوم القيامة، ويكرر هذا المعنى في قصيدة أخرى فيقول:
بولائي أمنت من سيئاتي
يوم ألقى كتابي المنشورا
بل يذهب في الغلو إلى مدى أبعد مما ذهب إليه شعراء العصر الفاطمي؛ إذ نسب إلى الخليفة العباسي معرفة الغيب، وكرر هذا المعنى فذكره في هذه القصيدة وفي القصيدة السابقة، فبينما طعن علماء أهل السنة أئمة الفاطميين بأنهم يدعون معرفة الغيب، وتبرأ الفاطميون من هذه المقالة وممن قال بها،
21
نرى ابن النبيه يلصقها بالخليفة العباسي، ويذهب ابن النبيه إلى أن أئمة الشيعة وخاصة جعفر الصادق، ومحمد الباقر بن علي زين العابدين، لو كانوا أحياء لقدموا الناصر العباسي عليهم، ونلاحظ أنه خص جعفر الصادق والباقر دون غيرهما؛ أولا للضرورة الشعرية في القافية الرائية؛ وثانيا لأن جل علوم الشيعة إنما رويت عن طريقهما، ثم يعود ابن النبيه إلى عقيدة الفاطميين التي تذهب إلى أن الصلاة لا تقبل ما لم يصل على الأئمة، فالشاعر هنا أخذ هذه العقيدة ونظمها مستعملا ألفاظ الفقهاء فزعم أن الصلاة خداج إن لم يكن بها الصلاة على الناصر، فإذا كان الشيعة يقولون ذلك بناء على عقائدهم فنحن لا ندري على أي أساس قال ابن النبيه ذلك، إلا إذا اعتبر الخليفة العباسي من أئمة الشيعة، وكرر ابن النبيه هذا المعنى في قصائد أخرى، فمن ذلك قوله:
أنت يا بن النبي، خابت صلاة
لم تكن في خلالها مذكورا
ونحن نعلم أن الشيعة ذهبوا إلى أن في القرآن الكريم عددا من الآيات أنزلت في أهل البيت،
صفحه نامشخص