تصوف اسلامی و امام شعرانی
التصوف الإسلامي والإمام الشعراني
ژانرها
صلى الله عليه وسلم
ونحن نتنازع في القدر، فغضب حتى احمر وجهه ثم قال: أبهذا أمرتم؟ أم بهذا أرسلت إليكم؟ إنما هلك من كان قبلكم حين تنازعوا في هذا الأمر، عزمت عليكم ألا تنازعوا.» «وسأل رجل علي بن أبي طالب عن القدر فقال: طريق دقيق لا تمش فيه، فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن القدر، فقال: بحر عميق لا تخض فيه، فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن القدر، قال: سر خفي لله لا تفشيه، فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن القدر، فقال: إن الله تعالى خلقك كما يشاء أو كما شئت؟ فقال: كما شاء، قال: إن الله تعالى يبعثك يوم القيامة كما شئت أو كما شاء؟ قال: كما شاء، قال: ألك مشيئة مع الله، أو فوق مشيئة الله، أو دون مشيئة الله؟ أما إن قلت مع مشيئته ادعيت الشركة معه، وإن قلت دون مشيئته استغنيت عن مشيئته، وإن قلت فوق مشيئته كانت مشيئتك غالبة على مشيئته.»
وبذلك أحال علي - رضوان الله عليه - سائله إلى مجالي القدرة الإلهية ومشاهدها، فكانت تلك الإحالة أبلغ الأجوبة وأعظمها لمن ينشد الإيمان واليقين.
وبدون تلك الإحالة لا يفهم القدر، وبدون تلك الإحالة يتحول القضاء والقدر إلى جدل لفظي لا ينبت الإيمان ولا يعرف اليقين، وإنما يدفع إلى الشكوك الأوهام، وإلى ما هو أبعد من الشكوك والأوهام.
الجن والأرواح والعوالم غير المنظورة
يقول غاندي: «إن العقل شيء عظيم حقا، ولكنه يصبح غولا كريها إذا ادعى لنفسه أنه قادر على كل شيء، محيط بكل شيء، وإن نسبة هذه القدرة إليه نمط رديء من الوثنية، فالعقل عند هؤلاء العقليين وثن يعبد، كما يعبد الوثني حجرا أو نصبا، ويعتقد فيه أنه إله.»
وهذا خطأ الحضارة الغربية الأكبر؛ فقد آمنت بالعقل، وجحدت ما سواه، وعاشت تحت ظلال وثنية عقلية هي أخطر ألوان الوثنيات، وأشدها إذلالا وإهدارا للقيم الإنسانية العليا.
والعقل الذي عبدته الحضارة الغربية شيء عظيم حقا في عالم الحس والمشاهدة؛ لأنهما مجالا العقل وموضع تجاربه وآياته. أما ما وراء ذلك فلا شأن للعقل وما ينبغي له.
ولهذا كانت الحضارة الغربية شيء هائل عظيم رهيب في الماديات، وفي كل ما يخضع للحس والمشاهدة، ويقوم على البحث والتجربة، بينما تأخرت وتعثرت تعثرا مضحكا في المعنويات والأخلاقيات والعبادات، وفي كافة ما يتصل بعوالم الروح والإلهام والوحي والإيمان؛ لأنها عوالم فوق الحس والمشاهدة.
والإنسان لو اقتصرت حياته على الحس والمشاهدة فحسب، لما كان أكثر من حيوان كبير؛ لأن الحس والمشاهدة هما مرتبة الحيوان الذي لا يصدق إلا ما شاهده بعينه، ولا يعرف إلا ما وقع عليه حسه.
صفحه نامشخص