تصوف اسلامی و امام شعرانی
التصوف الإسلامي والإمام الشعراني
ژانرها
إنه لصورة كاملة للثروة الصوفية الضخمة، صورة صادقة لأقوى روحانية عالمية مشت بين الناس بالسلام والجمال، والخير والحب، واليقين المشرق المبين.
ولقد جاءت هذه الطبعة الجديدة في ميقاتها الذي أراده الله، جاءت لتكون ردا حاسما على هؤلاء الذين أمسكوا بمزمار إبليس، وراحوا يريقون السحر الخادع المضلل هنا وهناك، لينالوا من التصوف والمتصوفة، وليتسللوا إلى منائر الإيمان محطمين مدمرين.
هؤلاء الذين ملئوا أفواههم بكلمات كأنها رءوس الشياطين غلظة وبشاعة، محاولين أن ينقضوا الصرح من أساسه، ويحطموا المحراب على الساجدين العابدين.
لقد أمسكوا وحدهم برحمة الله، ويبيعون الجنة لأنصارهم، واللظى والكفر والمروق لغير الساجدين على عتبات من يسجدون لهم، كل شيء بدعة، وكل شيء ضلالة، وكل تسبيحة جحود، وكل تكبيرة مروق إلا تكبيراتهم هم؛ حيث يحلو لهم التكبير والتهليل.
ولن نقف طويلا مع خصوم التصوف التاريخيين. لقد صاحوا حتى شقت حناجرهم عبر القرون، ثم ذهبوا قبضة من رماد، وصيحة من شيطان، ذهبوا إلى الفناء، وبقي التصوف بمنابره ومنائره، ومواجيده ولحونه، يرشد الناس إلى ربهم، ويأخذ بأيديهم إلى الحياة الصاعدة الطاهرة.
ولست أدري كيف تكون الحياة لو خلت من ذلك الإيمان الصوفي القوي الحار الذي يملأ سموات الوجود بألحان الحب، وموسيقى السلام، ووثبات الأرواح، وأشواق القلوب.
إن المتصوفة لعمالقة بين أقزام، عمالقة في جهادهم لأنفسهم، عمالقة في أسلوب حياتهم، وألوان تعبداتهم، ومثالياتهم المجنحة المتعالية.
وحسب النهج الصوفي أن الله - جل جلاله - خلده في قرآنه خلودا لا يدنو منه الفناء:
واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا .
تلك هي حجتنا، وهذه آيتنا.
صفحه نامشخص