تصوف اسلامی و امام شعرانی
التصوف الإسلامي والإمام الشعراني
ژانرها
وكذلك مما يجتنب قوله قول بعضهم: باعك الله، وأقالك الله، إذا اشتغل في البيع أو الإقالة؛ لأنه يوهم مذهب أهل الاتحاد، وذلك كفر.
قال الإمام العلامة عمر بن محمد الأشبيلي في كتابه المسمى «لحن العوام»: وليحذر من العمل بمواضع من كتاب «الإحياء» للغزالي، ومن كتاب «النفخ والتسوية» له، وغير ذلك من كتب القوم؛ فإنها إما مدسوسة عليه أو وضعها في أوائل أمره، ثم رجع عنها كما ذكر في كتابه «المنقذ من الضلال».
وكذلك يحذر من مواضع في كتاب «القوت » لأبي طالب المكي نحو قوله: الله تعالى قوت العالم، ومن مواضع في تفسير «مكي»، ومن مواضع كثيرة في كلام ابن ميسرة الحنبلي.»
ويعدد الشعراني كتبا كثيرة ثم يقول: «وليحذر أيضا من مطالعة كتب الشيخ محيي الدين بن عربي - رضي الله عنه - لعلو مراقيها، ولما فيها من الكلام المدسوس على الشيخ، لا سيما «الفصوص» و«الفتوحات المكية»؛ فقد أخبرني الشيخ أبو طاهر عن شيخه، عن الشيخ بدر الدين بن جماعة، أنه كان يقول: «جميع ما في كتب الشيخ محيي الدين من الأمور المخالفة لكلام العلماء مدسوس عليه، وكذلك كان يقول الشيخ مجد الدين صاحب القاموس».»
1
ويوالي الشعراني حملته الكبرى فيقول: «وليحذر أيضا من مطالعة كتب عبد الحق بن سبعين مما يوهم الحلول والاتحاد والتشبيه وأقوال الملحدين، ومنع بعضهم من سماع كلام سيدي عمر بن الفارض في التائية، والجمهور على جواز ذلك مع التأويل.»
ويختم الشعراني تلك الدراسة المؤمنة الصادقة التي يهدف بها إلى حماية العوام وأشباه العوام من صولة التصوف والمتصوفة بقوله: «فهذه عدة نصائح وتحذيرات قد سقتها إليك، فزنها بميزان الشرع، وعليك بمطالعة كتب الشريعة من حديث وتفسير وفقه، والاقتداء بأئمة الدين من الصحابة والتابعين وتابع التابعين ومقلديهم من الفقهاء والمتكلمين، وإياك والاجتماع بهؤلاء الجماعة الذين تظاهروا بطريقة القوم.»
والشعراني وهو يهاجم التفلسف في التصوف، ويرفع الستار عن الدخيل والمدسوس على المتصوفة، لا ينسى أبدا رسالته كصوفي، ولا ينسى أن يكشف الستار عن حقائق العلم الصوفي الصادق الذي صدر عن وجد وحب، أو عن ذوق رفيع، واصطلاح صوفي يدق على من لم يتذوق ألحان القوم ومقاصدهم.
ولهذا فهو يعقب على حملته بدفاع حار عن أقطاب التصوف، وعن كلمات لهم أو اصطلاحات أولها الناس فخرجوا بالتأويل عن مقاصدهم وأهدافهم.
ومن هذا القبيل كلمة حجة الإسلام الغزالي المشهورة: ليس في الإمكان أبدع مما كان، والتي اتخذها ابن تيمية وسيلة لتجريح الغزالي والتهكم به، بدعوى أن في هذا القول ما يشبه الحجر على قدرة الله في الإبداع المستمر.
صفحه نامشخص