تصوف اسلامی و امام شعرانی
التصوف الإسلامي والإمام الشعراني
ژانرها
ثم يقول: «فعلمت أن النسخ التي في مصر الآن كلها كتبت من النسخة التي دسوا على الشيخ فيها ما يخالف عقائد أهل السنة والجماعة، كما وقع ذلك أيضا في كتاب الفصوص وغيره من كتب محيي الدين.»
ولا عجب فيما يرويه لنا الشعراني، فكتب التفسير تموج بالإسرائيليات الكاذبة التي تنسب إلى ابن عباس مثلا وهو منها البريء المطهر.
وكتب الأحاديث تزخر بأمواج من الأحاديث الموضوعة، والتي نسبها المزيفون إلى أفضل خلق الله وأصدقهم!
بل إن الحديث عن التزييف في الأدب العربي لا يزال قريب العهد بآذاننا، حتى إن إماما من أئمة الأدب المعاصرين قد تشكك في الشعر الجاهلي كافة.
يقول الشعراني: سمعت سيدي عليا الخواص يقول: «ولو أن كمال الدعاة إلى الله تعالى كان موقوفا على إطباق الخلق على تصديقهم، لكان رسل الله - صلوات الله وسلامه عليهم - أولى بذلك، وقد خاصمهم الناس، فريقا يقتلون، وفريقا يأسرون.»
والشعراني نفسه الذي خصص جهده الأكبر لتنقية التصوف من الدس والدخيل، قد دس عليه حيا وميتا، وافتري عليه حيا وميتا!
يقول الشعراني: «ومما من الله به علي انشراح صدري لاتباع السنة المحمدية فعلا واعتقادا، وانقباض خاطري ضد ذلك من حين كنت صغيرا، حتى إني - بحمد الله - أتوقف في بعض الأوقات عن العمل ببعض ما استحسنه بعض العلماء؛ حتى يظهر وجه موافقته للكتاب والسنة.»
ثم يقول: «فكذب والله وافترى من أشاع عني من الحسدة أنني أشطح في أفعالي وأقوالي وعقائدي عن ظاهر الكتاب والسنة، مع أن أحدا من هؤلاء الحسدة لم يجتمع بي قط، ولا يثبت عنده ذلك ببينة عادلة، إنما بعض الحسدة زين له الشيطان ذلك لما عجز أن يجد مطعنا في أفعالي الظاهرة، فافترى علي ببعض الكلمات ودار بها.»
ولم يكتفوا مع الشعراني بهذا، بل زيفوا مقدمة لكتابه «كشف الغمة» ونشروها مع الكتاب في حياته، واستعاروا نسخة من كتابه «البحر المورود» ودسوا فيها كفريات عابثة، وأرسلوها إلى سائر أنحاء العالم الإسلامي، وأثاروا فتنة في الأزهر عليه، ولبث التزييف قائما ثلاث سنوات حتى تمكن الشعراني من إثبات كذب خصومه وتضليلهم.
أما ما زيف على الشعراني بعد وفاته فشيء ضخم عجيب سيأتي بيانه في موضعه من هذا الكتاب.
صفحه نامشخص