تصوف اسلامی و امام شعرانی
التصوف الإسلامي والإمام الشعراني
ژانرها
وحفرت البئر فكان ماؤها سلسبيلا عذبا، حتى لقد تطايرت الشائعات بأن ماءها يتصل ببئر زمزم، وأقبلت الجماهير عليها التماسا لبركات مائها وأسراره.
زاوية الشعراني
لعبت الزوايا والمساجد في تاريخ الإسلام دورا كبيرا خطيرا، فقد كان المسجد مكتبة ومدرسة ومصلى، كان معهدا لتربية العقول، ومعبدا لتطهير القلوب، بل لقد كان مسجد رسول الله - صلوات الله وسلامه عليه - في المدينة كلية حربية يتعلم فيها الصحابة - تحت رعاية نبيهم - القتال، من ضرب الرماح إلى رشق السهام.
والذين تربوا تحت ظلال المساجد في تاريخ الإسلام هم علماؤه وفقهاؤه، بل وفرسانه ومقاتلوه أيضا.
ولقد خطا أحمد بن طولون خطوة أخرى في واجبات المساجد، فألحق بمسجده الكبير صيدلية تداوي المرضى، وتوزع الدواء بالمجان على الفقراء والمحتاجين، وبذلك غدت المساجد محور القوى الروحية والفكرية والبدنية في العالم الإسلامي، وهل ينسى تاريخ الإسلام، بل تاريخ الحضارة العالمية الأعمال الخالدة التي حققتها المدارس الكاملية والنظامية والطولونية والأزهر؟
فمن تلك المساجد شعت أنوار المعرفة التي حملت للعالم أزكى الحضارات، وأطهر الدراسات، أنوار المعرفة التي صاغت العقول الإسلامية، وأضاءت لها الحياة أكثر من عشرة قرون، ومكنت للقوة الإسلامية في الأرض حتى كانت وحدها صاحبة القول الفصل في شئون الكوكب الأرضي.
وزاوية الشعراني كانت في القرن العاشر الهجري منافسا خطيرا للأزهر، بل لقد كانت الناحية التعبدية فيها أكبر مما يطيق الأزهر، وكانت سبل العيش لطلابها أيسر وأهنأ. وزاوية الشعراني جزء لا يتجزأ من تاريخه، بل إن تاريخه ليفقد جانبا مضيئا ساحرا لو أهملنا الحديث عنها.
والحديث عن زاوية الشعراني يترقرق ويتشعب لمن يريد أن يحيط بألوانها وصورها، بل هو حديث في حاجة إلى كتاب خاص، ودراسة مستقلة، فلقد نهضت تلك الزاوية بما يساوي جهد وزارتين من الوزارات التي نعرفها، أعني وزارتي الشئون والمعارف.
ونحن هنا نحاول أن نعطي صورة سريعة لحياة الشعراني داخل زاويته، وصورة سريعة لأثرها في المجتمع المصري.
حول الشعراني الزاوية التي بناها له القاضي محيي الدين إلى رباط للعباد، ومدرسة للعلم والتعليم، وزاوية للصوفيين المستجدين، ومسجد للصلاة وإقامة الشعائر، وتكية للفقراء والمحتاجين، وكان هو قطب الرحى لتلك الحركة الدائبة.
صفحه نامشخص