تصوف: انقلاب روحانی در اسلام
التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
ژانرها
هذا أحد وجهين لقضية الحب الإلهي في مذهب ابن عربي، وهو حب الخلق للحق. أما الوجه الثاني فهو حب الحق للخلق: فإن الحق يبادل الخلق حبا بحب واشتياقا باشتياق، بل إن شوقه إلى المشتاقين أقوى من شوقهم إليه. قال الله تعالى لداود فيما يروى عنه من أخبار: «يا داود إني أشد شوقا إليهم» يعني المشتاقين إليه، وقال: «ما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته، ولا بد له من لقائي.»
12
والحق سبحانه يحب الخلق لأن الخلق صوره ومجاليه، وبهذه الصور تظهر صفاته وكمالاته، فهو حب ذاتي ينعكس منه عليه لا في دائرة مقفلة بل عن طريق الصور التي هي بالنسبة إلى الحق كالمرايا التي يرى الحق فيها نفسه. «ورؤية الشيء نفسه بنفسه ما هي مثل رؤية نفسه في أمر آخر يكون له كالمرآة، فإنه تظهر له نفسه في صورة يعطيها المحل المنظور فيه مما لم يكن ليظهر له من غير وجود هذا المحل ولا تجليه له.»
13
وأكمل صورة ظهر فيها الحق هي الصورة الإنسانية التي تجلى فيها الوجود بكل معانيه وكمالاته واختزن فيها الحق كامن أسراره، وهي التي استحق الإنسان من أجلها الخلافة عن الله في الأرض، ومن أجلها فضل على سائر الخلق حتى الملائكة؛ لهذا كان الإنسان أحب المخلوقات إلى الله، وكان الله أكثر عناية به وحرصا على بقائه، والذي يهدم النشأة الإنسانية إنما يهدم أكمل الصور الإلهية ويتحدى الله نفسه، ومن يراعيها فإنما يراعي الحق. يقول ابن عربي:
واعلم أن الشفقة على عباد الله أحق بالرعاية من الغيرة في الله. أراد داود بنيان بيت المقدس فبناه مرارا، فكلما فرغ منه تهدم، فشكا ذلك إلى الله فأوحى الله إليه: إن بيتي لا يقوم على يدي من سفك الدماء، فقال داود: يا رب ألم يكم ذلك في سبيلك؟ قال: بلى، ولكن أليسوا عبادي؟
14
وقال
صلى الله عليه وسلم : «ألا أنبئكم بما هو خير لكم وأفضل من أن تلقوا عدوكم فتضربوا رقابهم ويضربوا رقابكم؟ ذكر الله.» يقول ابن عربي: «وذلك أنه لا يعلم قدر هذه النشأة الإنسانية إلا من ذكر الله الذكر المطلوب منه.»
15
صفحه نامشخص