وقال البيهقي: ((كان عبد الله بن المبارك يفعلها، وتداوله الصالحون بعضهم عن بعض، وفيه تقوية للحديث المرفوع)) انتهى.
وأما ذكر أبو الفرج بن الجوزي للحديث من طريق بينه في كتابه ((الموضوعات))، ففيه نظر لما تقدم عن أبي داود وغيره.
وقد بلغنا عن وهب بن زمعة المروزي قال: قال عبد العزيز بن أبي رواد: ((من أراد الجنة فعليه بهذه الصلاة)).
وقال أبو عيسى الترمذي: ((وقد رأى ابن المبارك وغيره من أهل العلم صلاة التسبيح وذكروا الفضل فيه)).
وقال الترمذي أيضا: ((قال أحمد بن عبدة: [وحدثنا] وهب بن زمعة [قال]: أخبرني عبد العزيز، وهو ابن أبي رزمة قال: قلت لعبد الله بن المبارك: إن سها فيها أيسبح في سجدتي السهو عشرا عشرا؟.
قال: لا، إنما هي ثلاثمائة تسبيحة)).
فهذا يدل على شهرة هذه الصلاة واستفشائها بين الأئمة والرواة. وقد ذكرها الأئمة في مصنفاتهم، كأبي داود، والترمذي، وابن ماجه، والطبراني، والدارقطني، والبيهقي، وأبي محمد البغوي، وأبي المحاسن الروياني، وغيرهم من أئمة المسلمين، رحمة الله عليهم أجمعين.
وممن صحح الحديث المشار إليه: أبو موسى محمد بن أبي بكر المديني وصنف فيه مصنفا سماه: ((كتاب تصحيح حديث التسبيح من الحجة الواضحة والكلام الفصيح)).
صفحه ۳۳