62

Explanation of Fazlur Rehman's Translation of Sheikh-ul-Islam Ibn Taymiyyah

ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية

ویرایشگر

أبو عبد الرحمن سعيد معشاشة

ناشر

دار ابن حزم

سال انتشار

۱۴۱۹ ه.ق

محل انتشار

بيروت

.........................................


= تعصبهم وجهلهم - الرافضة - أنهم يبغضون بني أمية كلهم لكون بعضهم كان ممن يبغض عليًّا.

وقد كان في بني أمية قوم صالحون ماتوا قبل الفتنة، وكان بنو أمية أكثر القبائل عمّالاً للنبي ﷺ، فإنّه لما فتح مكة واستعمل عليها عتّاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية، واستعمل خالد بن سعيد بن العاص بن أمية، وأخويه أبان بن سعيد وسعيد بن سعيد على أعمال أخر. واستعمل أبا سفيان بن حرب بن أمية على نجران أو ابنه يزيد، ومات وهو علياً وصاهر نبي الله ﷺ ببناته الثلاثة لبني أمية. فزوج أكبر بناته زينب بأبي العاص بن الربيع بن أمية بن عبد شمس، وحمد صهره لما أراد عليّ أن يتزوج ببنت أبي جهل، فذكر صهراً له من بني أمية بن عبد شمس فأثنى عليه في مصاهرته، وقال: ((حدثني فصدقني، ووعدني فوفّى لي)) وزوّج ابنتيه لعثمان بن عفان، واحدة بعد واحدة، وقال: ((لو كانت عندي ثالثة لزوجتها عثمان)).

وقال أيضاً: ((وقد صاهر النبي ﷺ من بني أمية من هو دون عثمان، أبو العاص بن الربيع، فزوجه زينب أكبر بناته، وشكر مصاهرته محتجّاً به على عليّ لما أراد أن يتزوج بنت أبي جهل، فإنّه قال: ((إنّ بني المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا فتاتهم علي بن أبي طالب، وإنّي لا آذن، ثم لا آذن، ثمّ لا آذن، إلاّ أن يريد ابن أبي طالب أن يطلُّق ابنتي ويتزوَّج ابنتهم، والله لا تجتمع بنت رسول الله ﷺ وبنت عدوّ الله عند رجل أبداً، إنّما فاطمة بضعة منّي يريبني ما أرابها، ويؤذيني ما آذاها)) ثمّ ذكر صهراً له من بني عبد شمس فأثنى عليه وقال: ((حدّثني فصدقني ووعدني فوفّى لي)).

وهكذا مصاهرة عثمان له، لم يزل فيها حميداً، لم يقع منه ما يعتب عليه فيها حتى قال: ((لو كان عندنا ثالثة لزوجناها عثمان)).

وهذا يدل على أنّ مصاهرته للنبي ﷺ أكمل من مصاهرة علي له، وفاطمة كانت أصغر بناته، وعاشت بعده، وأصيبت به، فصار لها من الفضل ما ليس لغيرها. ومعلوم أنّ كبيرة البنات في العادة تزوج قبل الصغيرة، فأبو العاص تزوج أوّلاً زينب بمكة، ثمّ عثمان تزوج برقية وأم كلثوم: واحدة بعد واحدة ا. هـ. منهاج السّنة النبوية (٢٣٥/٨).

وقال أيضاً: ((ومصاهرة أبي بكر للنبي ﷺ كانت على وجه لا يشاركه فيه أحد، وأمّا مصاهرة علي فقد شركه فيها عثمان، وزوّجه النبي ﷺ بنتاً بعد بنت وقال: ((لو كان عندنا ثالثة لزوجناها عثمان)) ولهذا سمي ذو النورين لأنه تزوج بنتي نبي. وقد شركه في ذلك أبو العاص بن الربيع: زوجه النبي ﷺ أكبر بناته زينب وحمد=

62