راه اخوان صفا: ورودی به عرفان اسلامی
طريق إخوان الصفا: المدخل إلى الغنوصية الإسلامية
ژانرها
فأما الذين أوتوا من العلم والإيمان حظا جزيلا، فهم إخواننا الفضلاء الكرام الأخيار الذين أشار إليهم بقوله: ... يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ... .
12
وقد أخبرنا عن مذهبهم، وعرفناكم أخلاقهم، وبينا آراءهم، وأوضحنا أسرارهم في إحدى وخمسين رسالة ...
واعلم يا أخي أن الإيمان يورث العلم لأنه متقدم الوجود على العلم. ومن أجل هذا دعت الأنبياء، عليهم السلام، الأمم إلى الإقرار أولا بما خبرتهم، والتصديق بما كان غائبا عنهم عن إدراك حواسهم وتصور أوهامهم، فإذا أقروا بألسنتهم سموهم عند ذلك المؤمنين. ثم طالبوهم بتصديق القلب كما ذكر الله: ... ومن يؤمن بالله يهد قلبه ...
13
فإذا وقع التصديق بالقلب سموهم الصديقين، كما قال تعالى:
والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون
14 ... ... واعلم أنك أيضا محتاج إلى الإيمان والتصديق لقول المخبر لك، الذي هو فوقك في العلم وأعلى منك في المعارف؛ لأنك إن لم تؤمن بما يخبرك به حرمت أشرف العلوم وأجل المعارف. وتعلم أنه ليس لك طريق إلى تصديق المخبر لك في أول الأمر إلا حسن الظن بصدقه، ثم على ممر الأوقات تتبين لك حقيقة ذلك. فلا تطلبه بالبرهان في أول الأمر، ولكن اجتهد في أن تتصور في فكرك ما تسمع بأذنك، ثم اطلب السبيل والبرهان بعد ذلك. ولا ترض بالتقليد إذا توسطت في العلم، ولا تطلب البرهان في أوله ...» (46: 4، 62-66).
وإذا كان الإخوان أحق الناس بالعبادة الشرعية وأداء فروضها، كما قدمنا سابقا، فإن لهم إلى جانبها عبادات فلسفية تقام في مواعيد محددة، ويكون لمن اقتدى بها بعد ذلك أعياد فلسفية أيضا: «فأما العبادتان فإحداهما الشرعية الناموسية باتباع صاحب الناموس والانقياد إلى أوامره ونواهيه، والمسارعة إلى ما جاء به وقضاه وحكم به على من استجاب إليه ... والنظر إلى أفعال النبي
صلى الله عليه وسلم
صفحه نامشخص