طريق الوصول إلى العلم المأمول بمعرفة القواعد والضوابط والأصول
طريق الوصول إلى العلم المأمول بمعرفة القواعد والضوابط والأصول
ناشر
دار البصيرة
ویراست
الأولى
محل انتشار
الإسكندرية
ژانرها
أما القسم الأول : فكل ما يحتاج الناس إلى معرفته واعتقاده والتصديق به من المسائل، فقد بيَّنَه الله ورسوله بياناً شافياً قاطعاً للعُذر. إذ هذا من أعظم ما بلّغه الرسول ﷺ البلاغ المبين، وبيَّنْه للناس، وهو من أعظم ما أقام الله به الحجة على عباده فيه، بالرسل الذين بيَّنوه وبلغوه، وكتاب الله الذي نقل الصحابة ثم التابعون عن الرسول لفظه ومعانيه، والحكمة التي هي سنة رسول الله ﷺ مشتملة من ذلك على غاية المراد، وتمام الواجب والمستحب. والحمد لله الذي بعث فينا رسولاً من أنفسنا، يتلو علينا آياته، ويزكِّينا، ويعلمنا الكتاب والحكمة. الذي أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة، ورضي لنا الإسلام ديناً. الذي أنزل الكتاب تفصيلاً لكل شيء، وهدى ورحمةً وبشرى للمسلمين.
وأما القسم الثاني: وهو دلائل هذه المسائل، فإن الله بيَّن من الأدلة العقلية التي يحتاج إليها في العلم، ما لا يقدُرُ أحد من هؤلاء - أهل الكلام والفلاسفة وغيرهم - قدّره.
ونهاية ما يذكرونه جاء القرآن بخلاصته على أحسن وجه؛ وذلك كالأمثال المضروبة التي يذكرها الله في كتابه، التي قال فيها: ﴿وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ﴾ (سورة الروم، الآية: ٥٨). فإن الأمثال المضروبة هي الأقيسة العقلية، سواء كانت قياس شمول أو قياس تمثيل، ويدخل في ذلك ما يسمونه براهين، وهو القياس الشمولي المؤلف من المقدمات اليقينية.
١٥٩ - وفي القرآن والحكمة النبوية عامة أصول الدين من المسائل والدلائل.
١٦٠ - ذمَّ السلف والأئمة للكلام وأهله، متناول لمن استدلَّ بالأدلة الفاسدة، أو استدل على المقالات الباطلة. فأما من قال الحق الذي أذن الله فيه حكماً ودليلاً، فهو من أهل العلم والإيمان، والله يقول الحق ويهدي السبيل. وأما مخاطبة أهل الاصطلاح باصطلاحهم ولغتهم، فليس بمكروه إذا احتيج إلى ذلك، وكانت المعاني صحيحة، وإنما كرهه الأئمة إذا لم يُحتج إليه.
41