وجعل يتذكر كلمات أمه الأخيرة، ثم تساءل: ولكن البلطجي لا يطلق زوجة حسناء، فكيف طلقها ابن خالتها؟ - لكل شيء ثمنه!
ورمش الرجل كالنادم على تسرعه فقال صابر: ذلك ماض قد مضى. - لكني أتكلم أكثر مما ينبغي، والحق أنني كثيرا ما أهذي مذ رأيت دمه .. أستغفر الله العظيم!
ربيبة بلطجي، جارية سوقية، زوجة رجل فان، مدبرة جريمة رهيبة، خالقة لذات جنونية، معذبتك إلى الأبد. ومجرد وهم لا أساس له ساقك إلى فندقها الدامي، ثم رمى بك إلى براثن هذه الحيرة القاتلة. كالوهم الذي دفعك تجري وراء سيارة كالمجنون.
14
قهوة مضاعفة لتفيق من الأرق. ونظر إلى التليفون خلال سحب الدخان المتصاعدة من سجائر النزلاء وتساءل متى تتكلم كريمة؟ وهطلت السماء في الخارج بغزارة دقائق معدودة، ثم أشرقت السماء، ولكن الطريق غشاه الوحل. كريمة صامتة كالموت كأنها لا تدري عذابه. وأنت تشرب أردأ أنواع الأنبذة، وتسهد فوق فراشك حتى الفجر، وتحلم حتى يخيل إليك أن النزلاء يسمعون صراخك، وإذا تدهورت صحتك فلن يخفى ذلك عن عين الرقيب، أما كريمة فلا يهمها شيء.
واستأذن في الجلوس إلى ترابيزته - لازدحام الاستراحة - قادم لعله الوحيد الذي بقي من النزلاء الذين عاصروا يوم الجريمة، فأذن له وهو كاره يتوجس ثرثرة مزعجة. وصدق توجسه؛ إذ قال الرجل: قبضوا على القاتل.
فقال صابر مخفيا انزعاجه بابتسامة: سمعت ذلك. - علي سيرقوس؟ - نعم.
حبك العباءة حول جسده، وقال: مجرد سرقة لا كما ظننت. - وماذا ظننت؟ - الحق أني سيئ الظن بالنساء.
حدجه بنظرة مستطلعة ، فقال الرجل: زوجة جميلة وشابة، وسوف ترث تركة لا بأس بها.
قال صابر وهو يشد على أعصابه: دار برأسي نفس الخاطر.
صفحه نامشخص