سمع همسا غير مبين كأنما تريد أن تتكلم فتمنعها شرقة. ثم جاء صوتها كأنما يزحف من جحر: ننتظر فترة، ولكن في أمان، ويمكن أن نلتقي في خفاء. ثم أكون لك أنا والثروة.
قال وهو يكور يده في الظلام: اليأس لا يدع لنا سبيلا ولا وقتا للاختيار. - للأسف. - ولكن ماذا ينبغي أن أفعل؟
قالت بعد صمت أقصر بكثير مما قدر: ادرس العمارة الملاصقة للفندق.
آه! هي مبيتة كل شيء. الجريمة جاهزة في رأسها الرشيق. مغفور لها كل شيء ما دام قد دبر في سبيل حبه. - شقة مأجورة لخياطين وبياعين بدل نصف عمر، فهي تخلو ليلا، ولا يصعب الدخول إليها أو الخروج منها. - هذه هي العمارة. - سطحها ملتصق بسطحنا. - يعني الانتقال سهل. - تجيء إلى سطحنا، يجب أن تنتظره في الشقة. - أظنه يصعد إلى شقته بين الثامنة والتاسعة؟ - وليكن في اليوم الذي أذهب فيه إلى زيارة أمي، وهو ميعاد معروف من كل شهر.
قال بدهشة: لا أصدق أنني لم أكد أتم شهرا في الفندق! - ومن السهل بعد ذلك أن تنتقل إلى العمارة التي جئت منها.
قال بارتياب: كثيرا ما نسمع عن جرائم من هذا النوع عند اكتشافها!
فقالت ببرود: لأننا لا نسمع إلا عن الجرائم التي تكتشف.
جبارة كأمك أو أكثر. - أهذا هو كل شيء؟ - كلا، يجب أن تقع سرقة لتبرر القتل. - وماذا أسرق؟ - دع ذلك لي، احذر أن تترك أثرا، إن الكلاب تجري وراء الأثر. - يبدو أن التنفيذ سيكون في غاية من الإحكام. - حياتنا حياة واحدة، فإذا قضي عليك قضي علي، ولا حيلة لنا في البحث عن طريقة للخلاص من الألم والجنون.
وهز رأسه قائلا في حيرة: جنون، جنون، هل تصدقين أن شيئا من ذلك سيقع حقا؟
فقالت ببرود: ادرس العمارة جيدا، أمامك أيام، احذر أن يراك أحد وأنت تنتقل من سطح إلى سطح، أنت جريء وإلا فلا يجوز أن أدعي أني أفهم شيئا في الدنيا.
صفحه نامشخص