<div dir="rtl" id="book-container">
العربي المسلم لا يصلحه إلا العربية الصحيحة ومكارم أخلاقها المرضية وآدابها الجمة ودليلي على هذا اسقرائي ما تيسر من المتعلمين تعلما فرنسويا بدون عربية فإنهم فريقان ففريق عدو ولدود لأهله وللحكومة والأمة المستعمرة ذلك بأنه لم يبق في حالة أهله ولم يبلغ إلى حالة معلميه وأسخطه الجميع وأسخطهم بسبب معاملات لا تخفى على المتأمل ومما يسخطه بكثير أنه متحير في جميع أقواله وأفعاله التي يتعذر عليه سلوك مسالكها أفيبقى مهانا ومعتزلا طول عمره الهيئتين الاجتماعيتين؟ وقد جربتهم أنهم إذا تلي عليهم كتاب عربي فصيح بليغ رشيق العبارة جيد المعنى يأسف أشد الأسف على ما فاته، وفريق راض ظاهرا ساخط باطنا لأنه لا يرضى بالإمتيازات والتصرفات لا (
......
) *
ويراه غبنا وخلاف الإنصاف ولا يكاد يدرك أن توزيع الأعمال في المجتمع الدولي لا بد له من التفاوت على حسب الأهلية وصلاحية مع شرطية التجنس المعروف قديما وحديثا ليس عند فرانسا فقط بل في الإسلام كان ذلك عندهم كذلك. وخير من هذين الفريقين عندي فريق ثالث وهو وسط وخير الأمور أوسطها كذا في الحديث وهذا الفريق هم المتعلمون التعلم العربي الواسع الصحيح وآدابه الكاملة كما تقدم فإن أدب هؤلاء إذا تنوروا كما ينبغي يرضى المجتمع الأمة الحاكمة وحكومتها والأمة المحكومة وذلك أن الأهالي يتنورون بالعلوم العقلية والشرعية الصحيحة السليمة المنقاة من التعصبات القديمة المدسوسة والخرافات المحشوة مثل إبادة المختلف في الدين واعتباره عدوا كما يزعم الأوروبيون أن ذلك من الدين كلا بل هو
صفحه ۱۱۵