والبون ، ولقيهم في الطريق عدد كان أرسله عبيد الله بن محمد الحسيني ، عامل الإمام على ضهر لمن بشبام ، فقال بعضهم لبعض : قد قتل ابن عباد وخالفت العساكر والأولى أن نعود على من يظهر من جند الإمام لتكون لنا يد عن آل يعفر :
وكانوا كذئب السوء لما رأى دما
بصاحبه يوما احال على الدم
ورجعوا على اعقابهم القهقرى ، ووثبوا على حبس ضهر فكسروه وأخرجوا أبا الغشام بن طريف ، ومن معه من آل يعفر وخرج عامل الإمام لا يلوي على شيء (من نجا برأسه فقد ربح) وقصد صنعاء فما تلعثم أهل صنعاء ان (جاؤوا بمطفية الرضف) (1) وصنعوا صنيع أهل ضهر واعلنوا الخلاف لأيام بقيت من جمادي الآخرة بقيادة رجل منهم يقال له احمد بن محفوظ فكسروا السجن ووثبوا على عامل الإمام علي بن سليمان مفاقصة ، فانفلت من بينهم في ستة فوارس من بني عمه ومن الطبريين ، وكان في سجن صنعاء جماعة من آل طريف والجفاتم ، وتداعت سائر البلاد فكأنما كانوا على ميعاد ، واخرجوا عمال الإمام من بين أظهرهم ودب دبيب الشر والفساد في عراصهم :
ومن يتعود عادة ينجذب لها
على الرغم منه والعوائد أملك
وكان الإمام يومئذ في شبام ، فلما وافته الأنباء ، وعرف الحقيقة وجاهره الناس بالخلاف بعد أن ساعفته الأيام وانقادت له الأمور ، جمع حرمه وأثقاله وقبل أن يغادر البلاد ، اطلق من كان بسجن شبام من آل يعفر وآل طريف ، وقد سيق ان الثوار أخرجوا من كان في السجن ، ولعل هؤلاء غير من أخرج الثوار قال السيد العباسي (2): (أطلق الهادي عليه السلام أسعد بن ابي يعفر وابراهيم بن خلف من حبس شبام وأعلمهم بما كان من سوء نيتهم إليه ، وقال
صفحه ۹۹