صلى الله عليه وسلم ، ودرسا للطب، وقرر للخطيب معلوما، وجعل له إماما راتبا ومؤذنين وفراشين وخدمة، وعمل بجواره مكتبا لإقراء أيتام المسلمين كتاب الله عز وجل، وغير ذلك من أنواع القربات ووجوه البر،
63
فبلغت النفقة على عمارة الجامع وثمن مشتملاته عشرين ألف دينار.
وقد ذهب البعض إلى أن ما بقي من سقف المسجد هو من عمل لاجين لقول ابن إياس: إن الجامع كان خربا بغير سقف مدة 170 سنة (ج أول، ص136)، ولكن من يتأمل في طرز هذه البقايا يميل لنسبتها إلى عصر إنشاء المسجد، وما عدا ذلك جددته لجنة حفظ الآثار العربية في أوائل القرن الرابع عشر الهجري.
المنبر (اللوحات رقم 17 و18 و19 و20 وشكل رقم
1-15 ): ومن إصلاحات لاجين أنه أزال ما كان في الجامع من تخريب، وسقفه وبلطه، وعمل له منبرا بعد أن نقل منه منبره القديم.
وكان منبر لاجين لا يزال في محله كاملا في سنة 1845 ميلادية لما حضر إلى القاهرة مستر جيمس ويلد أمين متحف سوان بلوندرة وتمكن من فحصه ورسمه رسما دقيقا، ومن يطلع على هذا الرسم يرى أن المنبر كان يحتوي في كل جانب على شكل هندسي دائري كبير في وسطه نجمة تحيط بها ثمان حشوات كبيرة مثمنة تتبادل بين نجوم وأشكال عربية، وبأعلى الشكل وأسفله أنصاف من أربعة أشكال من الرسم نفسه ، ثم امتدت إليه الأيدي ونزعت منه حشواته المتخذة من الساج الهندي «التك» والعظم والأبنوس.
شكل 1-15
وقد اشترى منها متحف سوث كينسينجتون (المسمى الآن متحف فكتوريا وألبرت) ست حشوات مستطيلة من الخشب المنقوش، وبمساعدة الرسم الذي وضعه مستر جيمس ويلد تمكن المتحف من تركيب هذه الحشوات في مربع كبير، ثم فصلت القطع عن بعضها، وعرضت منفردة على جدران المتحف تحت رقم 1085، ومن بينها حشوتان منقوش عليهما الكتابة الآتية، وهي بقلم النسخ المملوكي بحروف صغيرة، وقد نشرها مسيو لين بول في كتابه «الفن الإسلامي» (ص131، وشكل 40)، وهي بالنص الآتي، كما نقلناه عن فان برشم: (1) أمر بعمل هذا المنبر المبارك مولانا السلطان (2) الملك المنصور حسام الدنيا والدين لاجين (3) المنصوري، وذلك في العاشر من صفر من شهور (4) سنة ست وتسعين وستمائة (1296م) أحسن الله عاقبتها.
وعلى باب المنبر كتابة أخرى باسم لاجين في لوح آخر تشتمل على تاريخ إنشاء المنبر، والنص واحد، ويؤخذ من هذا التاريخ أن لاجين بمجرد جلوسه على كرسي السلطنة في يوم الإثنين 28 محرم/ 26 نوفمبر من تلك السنة شرع في الوفاء بنذره.
صفحه نامشخص