56
وكانت تملأ بالحبوب ليأكل منها الطير، وقد أورد الجبرتي خبر سقوطها في حوادث سنة 1105 هجرية،
57
ورآها المقريزي قبله وذكرها مرتين (ج2، ص266 و267)، وكذا ابن دقماق (رابع، ص123).
الميضأة التي في وسط الصحن: (لوحة رقم 15 حرف أ) وفي وسط الصحن ميضأة مرفوع عليها قبة كان محلها في الأصل - على ما ذكره المقريزي - بناء أعلاه قبة مشبك من جميع جوانبه على عشر عمد رخام، ويحيط به ستة عشر عمودا من الرخام، ويفهم من ذلك أن هذا البناء كان على شكل مخمس ترتكز كل زاوية من زواياه على عمودين، وحول ذلك مثمن محمول على عمد بالترتيب السابق، وتحت القبة قصعة من رخام قطرها أربعة أذرع (أعني مترين وثلاثين سنتيمترا)، وفي وسطها فوارة، والظاهر أنه بالرغم من اضطراب عبارة المقريزي وغموضها، أن سطح المثمن كان محاطا بدرابزين ساج
58
ويستعمل للأذان، وقيل بل كان المستعمل لذلك السلم، وكانت على القبة علامات الزوال.
قال كوربت بك: والظاهر أن هذه الفوارة لم تكن مخصصة للوضوء، وإنما اتخذت زينة في الصحن، وقد روي أن ابن طولون لما فرغ من بناء الجامع قال رجل: ليست له ميضأة، فقال له: أما الميضأة فإني نظرت ما يكون بها من النجاسات فطهرته منها، وأنا أبنيها خلفه، ثم أمر ببنائها.
وفي ليلة الخميس لعشر خلون من جمادى الأولى سنة ست وسبعين وثلاثمائة (986م) احترقت الفوارة فلم يبق منها شيء.
وفي المحرم سنة خمس وثمانين وثلاثمائة/995م أمر العزيز بالله ابن المعز الخليفة الفاطمي، وقيل بل أمه تغريد،
صفحه نامشخص