تاریخ امت در عصر خلفای راشدین
عصر الخلفاء الراشدين: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثالث)
ژانرها
صلى الله عليه وسلم
ما عنده، فلما قبض رسول الله
صلى الله عليه وسلم
اضطرب حبل الدين ومرج أهله، وبغى الغوائل، وظنت رجال أن قد أكثبت نهزها - جمعت فرصها - وتحققت أطماعها، ولات حين يظنون، وأبو بكر الصديق بين أظهرهم فقام حاسرا مشمرا، ونشر الإسلام على عزه، ولم شعثه بطيه، وأقام أوده بثقافته حتى امذقر (تقطع) النفاق بوطأته، فلما انتاش (خلص) الدين بنقشه، وأراح الحق على أهله، وقرت الرءوس في كواهلها، وحقن الدماء في أهبها، حفرت منيته فسد ثلمته بنظره في الشدة والرحمة، ذاك ابن الخطاب، لله در أم حملته وردت عليه، لقد أوحدت به فديخ الكفرة وفتخها (دوخها وقهرها)، وشرك الشرك شذر مذر، فأروني ماذا ترون، وأي يومي أبي تنقمون، أيوم إقامته إذا عدل فيكم؟ أم يوم ظعنه إذا نظر لكم؟ أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ثم التفتت إلى الناس فقالت: سألتكم بالله هل أنكرتم مما قلت شيئا؟ قالوا: اللهم لا.
8 (2) أسرته
تزوج أبو بكر امرأتين في الجاهلية، وثلاثا في الإسلام، فأول امرأة تزوجها في الجاهلية هي قتيلة بنت عبد العزى بن عبد بن أسعد بن جابر، فولدت له أكبر أولاده: «عبد الله» و«أسماء»، ثم تزوج أم رومان بنت عامر بن عميرة فولدت له «عائشة» و«عبد الرحمن»، وتزوج في الإسلام أسماء بنت عميس، وكانت قبله تحت جعفر بن أبي طالب، فولدت له «محمدا»، ثم تزوج حبيبة بنت خارجة بن زيد، فولدت له بعد وفاته «أم كلثوم».
أما ابنه عبد الله فهو أكبر أولاده، أسلم مع أبيه مبكرا، وشهد فتح «مكة» و«حنينا» و«الطائف» مع النبي
صلى الله عليه وسلم ، وأصابه أبو محجن الثقفي بسهم في الطائف لم يؤذه في جنبه، وبقي إلى خلافة أبيه، وانتقض عليه سهم الطائف فقتله في شوال سنة 11ه، وصلى عليه أبوه، ودخل قبره أخوه عبد الرحمن وعمر وطلحة، وكان ذكيا عاملا شجاعا، قال عنه في «أسد الغابة»: وترك سبعة دنانير فاستكثرها أبو بكر، ولا عقب له.
وأما عبد الرحمن فكان شاعرا شجاعا لبيبا، ولم يسلم إلا في هدنة الحديبية، وشهد بدرا وأحدا مع المشركين، وكان من الرماة الشجعان، وله مواقف جليلة في الجاهلية والإسلام، وشهد اليمامة مع خالد بن الوليد، وشهد وقعة الجمل مع أخته، وشهد فتوح إفريقية ومصر، وبعث إليه معاوية بأموال ليبايع يزيد فردها وقال: لا أبيع ديني بدنياي، وخرج إلى مكة ومات بها قبل أن تتم البيعة ليزيد، وكان موته فجأة في سنة 53ه.
وأما محمد فهو أصغر أبنائه، ولد من أسماء بنت عميس في ذي القعدة سنة 10ه أثناء سفرها إلى الحج في حجة الوداع، ولما مات أبو بكر تزوجها علي بن أبي طالب، فنشأ محمد في حجر علي عليه السلام، وكان من الزهاد العباد الصلحاء، أقام بالمدينة بعد وفاة أبيه وطول خلافة عمر وعثمان، فولاه عثمان مصر، واتفق مقتل عثمان قبل وصول محمد إلى مصر، ثم شهد مع الإمام علي عليه السلام وقعتى الجمل وصفين، وولاه الإمام إمارة مصر فدخلها سنة 37ه، ولما اتفق الإمام ومعاوية على التحكيم وانتهى أمره إلى ما انتهى إليه، بعث معاوية بعمرو بن العاص فاحتل مصر واختفى محمد بن أبي بكر، فعرف معاوية بن خديج بمخبئه، فأمسك به وقتله وأحرقه في سنة 38ه، (رضي الله عنه).
صفحه نامشخص