عصر ازدهار: تاریخ امت عربی (بخش پنجم)
عصر الازدهار: تاريخ الأمة العربية (الجزء الخامس)
ژانرها
19 رجب 218-18 ربيع الأول 227ه/833-842م (1) أوليته
هو أبو إسحاق محمد المعتصم بالله بن الرشيد، ولد سنة 179ه، وأمه أم ولد تركية اسمها ماردة، نشأ في كنف أبيه ورعاية أمه، ولم يكن كإخوته ميلا إلى العلم ولا حبا لأهله حتى زعم بعض المؤرخين أنه كان أميا لا يكتب ولا يقرأ،
1
ويقول ابن خلكان: «إنه كان ضعيف الكتابة.» ويجمع المؤرخون على أن الصفة البارزة فيه كانت الجندية والشجاعة والفروسية والقوة ليس غير، وقال صاحب «العيون والحدائق» (ص73): «كان غزير القوة يحمل ألف رطل ويمشي خطوات.»
2
وقال الإربلي: «كان يلوي العمود الحديد حتى يعيده طوقا ويشتد على الدينار بأصبعه فيمحو كتابته.»
3
ومهما تكن هذه الروايات في مبالغتها فإنها تدل على أن الرجل كان مشهورا بقوته وشجاعته، ولا ريب فإن خئولته قوم عرفوا بالشجاعة والعنف والقوة والروح العسكرية، وقد تجلت قوته ومواهبه العسكرية في حروبه أيام خلافة أخيه وفي فتوحه وفي القضاء على الفتن التي وقعت في عهده كما سنرى. (2) بيعته وما أعقبها من أحداث
رأينا أن المأمون عهد إليه بالأمر بعده، ويظهر أن بعض الأجناد والرؤساء وخاصة العرب منهم أرادوا مبايعة ابن أخيه العباس بن المأمون؛ لأنه كان فتى عاقلا ومتعلما ومحبوبا، وبخاصة لدى العرب، فإن هوى المعتصم كان تركيا، ولكن العباس نفسه بايع عمه، وحسم هذا الشغب، وقد بويع المعتصم في اليوم الذي مات فيه أخوه المأمون في 19 رجب 218، وهو ببلاد الروم، ورجع من فوره إلى بغداد تنفيذا لوصية أخيه، وخوفا من الانشقاق والفتنة، بعد أن أمر بهدم ما كان المأمون قد بناه بمدينة طوانة من حصون وقلاع، وحمل ما قدر عليه من السلاح والمتاع والآلات الحربية، وأحرق ما لم يقدر على حمله، وصرف من كان أحضرهم المأمون من العمال والناس إلى بلادهم، ودخل بغداد في رمضان سنة 218ه ومعه العباس بن المأمون، فأخذ يرتب أمور دولته، وولى وزارته إلى كاتبه قبل الوزارة وهو الفضل بن مروان، ولم يكد يستقر ببغداد حتى بلغه خبر الخرمية وثورتهم، فأخذ يعد العدة للقائهم والفتك بهم، وجرت في عهده بثوق وفتن كثيرة كان لها بالمرصاد، كما كان له ببلاد الروم جولات موفقة سنعرض إلى تفصيلها فيما بعد. (3) الأحوال الداخلية
وقعت في عهد المعتصم عدة ثورات وفتن وحركات أقلقت الوضع الداخلي، ولكن حزمه قضى عليها جميعها، وفيما يلي موجز لبعض الفتن: (1)
صفحه نامشخص