عصر اتساق: تاریخ امت عرب (جلد چهارم)
عصر الاتساق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الرابع)
ژانرها
1
ثم دخل دمشق في موكب حافل، فأول عمل عمله أنه أبعد أعوان الحجاج من السلطة؛ عملا بنصيحة عمر بن عبد العزيز. (3) الحوادث الهامة في عهده
أول عمل قام به سليمان أنه أقصى جماعة الحجاج، فعزل عثمان بن حيان عن المدينة وولاها أبا بكر بن محمد بن حزم، ثم عزل يزيد بن أبي مسلم عن العراق وولاه يزيد بن المهلب، وجعل صالح بن عبد الرحمن على الخراج، وأمره بقتل بني عقيل وتعذيبهم، وهم أهل الحجاج بن يوسف، وأراد أن يعزل قتيبة بن مسلم؛ لأنه من جماعة الحجاج، ولأنه كان قد وافق الوليد على عزل سليمان من ولاية العهد، فأحس قتيبة بذلك، وبعث إليه كتابا يهدده بالثورة فأقلع، ولكن قتيبة لم يأمن أن يغدر به فخلعه، ودعا الجند إلى ذلك فأبوا أن يجيبوه، ووقعت فتن كثيرة بين جنده، انتهت بقتله وقتل أهله وإخوانه، فلما رأى بعض الخراسانيين ذلك قال للعرب: يا معشر العرب قتلتم قتيبة، والله لو كان منا فمات لجعلناه في تابوت، فكنا نستقي به ونستفتح به إذا غزونا، وما صنع أحد بخراسان ما صنع قتيبة.
2
وقد كان قتل قتيبة مصيبة كبيرة سببتها العصبية الجاهلية القبلية. وما إن بلغت أخبار قتل قتيبة مسامع سليمان حتى جاءه سنة 97 خبر مقتل عبد العزيز بن موسى بن نصير أمير الأندلس، وقيل إنه هو الذي أمر بقتله لما غضب على أبيه موسى بن نصير، فلما قتل وجيء برأسه ووضع بين يدي أبيه تجلد وقال: قتلتموه، وكان والله صواما قواما.
ثم إن سليمان ولى الأندلس الحارث بن عبد الرحمن الثقفي، كما عزل عبد الله بن موسى بن نصير عن إفريقية، وولاها محمد بن يزيد القرشي.
وفي سنة 98 ولى يزيد بن المهلب بلاد المشرق، فذهب وفتح بلاد جرجان وطبرستان. وفي تلك السنة نفذ سليمان مشروع أخيه الوليد بغزو القسطنطينية لكنه فوجئ بالموت، فلما تولى أخوه عزم أن ينفذ ذلك المشروع فأنفذ حملة كبيرة، وكان على الروم الإمبراطور أناستاسياس الثاني، وعلى المسلمين مسلمة بن عبد الملك، فلما التقى الجمعان دافع الروم عن بلادهم دفاعا قويا، وحدث أن انضم إلى المسلمين أحد قادة الروم واسمه «إليون» فأخذ المسلمون يتغلبون حتى بلغوا أسوار القسطنطينية، وجاءهم الأسطول الإسلامي من دار، كادت الدائرة تدور على الروم، فقالوا لإليون: إن جرفت هؤلاء ملكناك علينا، فاحتال على مسلمة حتى جعله يتلف، ثم انضم إليون إلى الروم، واستمر مسلمة في حصاره وهو في ضيق، فبلغت الأخبار سليمان فأتى مرج دابق بالقرب من حلب يستطلع الأخبار، وأدركته منيته هناك فبلغت هذه الأخبار جيش المسلمين فاضطر إلى التراجع. (4) خاتمته ومناقبه
لم يطل عهد سليمان في الخلافة أكثر من سنتين، ولما مرض واشتد عليه المرض أراد أن يعهد لبعض بنيه وهو طفل، فقال له رجاء بن حيوة: إن مما يحفظ الخليفة في قبره أن يستخلف على الناس الرجل الصالح، فقال سليمان: أنا أستخير الله وأنظر، فمكث يوما أو اثنين، ثم قال: إنه عهد إلى عمر بن عبد العزيز، فكتب عهده لعمر، ثم من بعده ليزيد بن عبد الملك، وأخذ لهما البيعة من بني مروان والوجوه والقواد، ومات وكان ذلك بمرج دابق سنة 99 للهجرة.
3
وكان سليمان نبيلا فصيحا، محا كثيرا من المظالم، وأخرج كثيرا من المظلومين المسجونين بأمر الحجاج وصحابته، وأعتق سبعين ألف مملوك ومملوكة وكساهم. ولو لم يكن له إلا استخلاف عمر بن عبد العزيز لكفاه فخرا. ولكنه كان نهما محبا للنساء، وهو أول من أفسد البلاط الأموي بمن أدخل فيه من الخصيان والحشم. (5) كبار الرجال في دولته (1)
صفحه نامشخص