عصر اتساق: تاریخ امت عرب (جلد چهارم)
عصر الاتساق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الرابع)
ژانرها
قال ابن خلدون في المقدمة، ص517: القرآن هو كلام الله المنزل على نبيه، المكتوب بين دفتي المصحف، وهو متواتر بين الأئمة، إلا أن الصحابة رووه عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم
على طرق مختلفة، في بعض ألفاظه، وكيفيات الحروف في أدائها، وتنوقل في ذلك واشتهر إلى أن استقرت منها سبع طرق معينة، تواتر نقلها أيضا بأدائها، واختصت بالانتساب إلى من اشتهر بروايتها من الجم الغفير، فصارت هذه القراءات السبع أصولا للقراءة، وربما زيد بعد ذلك قراءات أخر لحقت بالسبع.
8
وقد كانت علوم القرآن وقراءاته في هذا العصر غير واضحة المعالم ولا بينة التفاريع، إلى أن جاء العصر العباسي، فوضحت معالمها وألفت فيها الكتب الأمهات. (2) الحديث
نبغ في هذه الفترة جمهرة من أئمة علماء الحديث النبوي، الذين أخذوا ينتقلون في أجزاء المملكة الإسلامية، يجمعون أحاديث النبي من الصحابة الذين أدركوه، أو من التابعين الذين سمعوها من آبائهم الصحابة. وقد كان للرحلات في طلب الحديث النبوي أخبار كثيرة في كتب الأدب والتاريخ. ولا شك في أن بعض هؤلاء المحدثين كانوا يدققون في جمع الحديث، ولا يتساهلون في النقل. كما أنه قد وجد بينهم جماعات رووا بعض الأحاديث الموضوعة على لسان الرسول إما جهلا منهم أو عمدا، تأييدا لفكرة أو إشارة إلى حدث، وخصوصا أثناء الفتن أو بين أصحاب الفرق، ولكن علماء الحديث الثقات كانوا بالمرصاد لهؤلاء المغرضين والدساسين والجهلة. وقد كان هؤلاء المحدثون في العصر الراشدي والأموي الأول يروون أحاديثهم رواية، وقد يدونها بعضهم في أوراق وكناشات. أما تصنيف الكتب فيها فيقال: إن أول من فعل ذلك هو محمد بن مسلم بن عبيد الله المعروف بابن شهاب الزهري، التابعي الفقيه الجليل (؟-124).
9
فقد روى ذلك ابن حجر في شرح البخاري، وقال: إنه فعل ذلك في عهد عمر بن عبد العزيز وبأمره.
10
ويروى أن الذي فعل ذلك في عهد عمر بن عبد العزيز هو أبو بكر محمد بن عمرو بن حزم، حين كتب إليه عمر بن العزيز أن يجمع له حديث رسول الله وحديث عمر .
صفحه نامشخص