وفي دير مار احو الذي بني في بيث ايل اجتمع ثلاثمئة راهب كما تخبرنا قصة مار آحو وفي دير مار ملكي في نهاية القرن العاشر كان خمسة وعشرون راهبا
الفصل التاسع - دير قرتمين (دير مار كبرئيل)
: ورد في قصة القديس كبرييل القرتميني ما يأتي
في السنة الحادية والعشرين لجلوس الملك الظافر المبرور انسطاس(512 م ) بأخبار نساك هذا الدير ، وكانوا ثمانمئة من الفضلاء أرسل ذهبا كثيرا مع أناس أمناء ، كما أرسل مهندسين ونحاتين ، وصانعي اللبن المشوي ( الطابوق ) ومعمارين حاذقين ، لهذا البناء العظيم ، ووضعت أسسه على النحو الذي خطه الملاك ومار شمعون . وكان اسم المهندسين المعماريين : تيودورا وتيودوسي ، ويعرفان بابني شوفني . وارسل معهم ايضا صياغا للذهب والفضة والنحاس ، وحدادين للحديد ، ورسامين للصور البديعة ، ومشاطي الرخام ، وخبراء في عمل الفسيفساء ، ومهرة لبناء يستحق ان يذكر فيه اسم الله تعالى، ولمجده وتكريم قديسيه
وفي الليلة التي دخل فيها أصحاب هذه الحرف المرسلين من قبل انسطاس ، تراءى لهم في الحلم الا يرفعوا الحجرة الكبيرة التي وضعها الملاك ، بل يجعلونها حجر الأساس في هذا البناء العظيم ، وكما تراءى لهم هكذا عملوا وبني الهيكل واكتمل ، وهذه هي ابعاده : الطول 37 ذراعا والعرض 25 ذراعا . وفي داخل الهيكل بني للمذبح ثلاثة مخادع والمخدع الوسطي كان ستة أشبار ، وعرضه أربعة ونصف . وله أربعة أوجه رسمت عليها الاشكال والرسوم النادرة . منها وجوه الأسد والثور ، والنسر والانسان . ووضع على الحجر اناء ملكي جميل ، وحوله اكليل مصنوع من فضة ورصع بثلاثمئة حجر كريم رسمت عليها أعمال المخلص
وفوق الترونس ( المائدة المقدسة ) نصب كروب من نحاس . وفوق الكاروب قبة نحاسية وهي مركبة على أربعة عواميد يتدلى من وسطها قنديل ذهبي بديع . وكانت ارض المذبح مرصوفة برخام جميل ملون ، اسود وابيض واحمر واخضر ، وارجواني ، وازرق وفيه صور مختلفة ، واسسه مزخرفة برخام نفيس . وفي سقفه فسيفساء ذهبية عجيبة
وفي الهيكل كنت ترى الى جانبي باب المذبح الكبير ، شجرتين عظيمتين من نحاس ، وارتفاع كل منهما عشرون ذراعا ، وفي اوراق الشجرتين اعدت أمكنة للمصابيح ، وفي كل شجرة كانت تتدلى مئة وثمانون مصباحا ، وخمسون سلسلة فضية في كل شجرة تتدلى منها أشكال ورموز كثيرة كبيض النعام واشكال حيوانات وطيور . ما عدا الصلبان الكثيرة والاكاليل والدوائر ، وهذه كانت بعضها من ذهب ، وبعضها من فضة او نحاس ، مما لا يعرف وزنه
هكذا اقيم هذا الهيكل الجليل في وسط الدير ، تحيطه الأروقة البديعة من الشمال والغرب والجنوب . والهيكل كله أقيم على الحصى الصغير الذي وضعه الملاك ومار شمعون ، ولم تحفر له أسس في الارض .
بني هكذا الهيكل المقدس ورفع بهذا الجلال المهيب . وفي جوانبه تلك النوادر المستبدعة الجليلة . وهاتيك النفائس الرائعة . التي جلبت من عاصمة المملكة . وكان ذلك في 820 يونانية ( 509 م )
ان هذا الوصف سجله أحد رهبان الدير الذي عاش في نهاية القرن الثامن . واننا نأسف اذ لم يبق من هذه الروائع النفيسة اليوم شيء . واننا نعلم ان سنة 1400 م اتلفت كل تلك الآثار العجيبة حتى الفسيفساء البديعة في حروب تمورلنك . الا ان الهيكل لا زال قائما برعاية الله ، وحوله الاروقة الغربية فقط ، ومقبرة الآباء المعروفة ببيت القديسين لا زالت سالمة . اما بقية البناء فقد تغير مرات كثيرة
صفحه نامشخص