سعادة يوسف بك متوره.
إهداء الكتاب
سيدي
هذا باكورة أعمالي وبكر أفكاري، دفعني إلى تأليفه نزوع إلى التشبه برجال الأدب وأصحاب الأقلام؛ تطفلا على موائدهم، مع علمي الأكيد بفتور القريحة وقلة البضاعة، لكن لي في حسن القصد والغاية ما يضمن لي العذر في تقصيري عن بلوغهما. وقد لاقيت من تنشيطك إياي أثناء الاشتغال به ما شدد عزيمتي الواهنة وأثار همتي الوانية، فرأيت من الواجب علي أن أقابل الفضل بالشكر، فأهديت هذه الباكورة إليك، مصدرة برسمك الكريم عوذة لها، فاقبلها غير مأمور؛ إن في قبولها تنشيطا لهذا العاجز، لا زلت له زخرا.
ابن أختك
ميشيل أغيا
خريطة الترنسفال
مقدمة
لما نشبت الحرب الأخيرة بين الترنسفال وبريطانيا العظمى، اتجهت أنظار العالم المتمدن وجهة الأولى منهما، وتشوق قراء الجرائد ومحبو الأخبار إلى الوقوف على أحوالها، وودوا لو يكون لديهم من الكتب ما يستعيضون به على معرفة البلاد وسكانها، وشيء من تاريخها وجغرافيتها، ويرجعون إليه في تعيين مواقع مدنها المشهورة ومضايقها وحصونها، التي كثر ورود أسمائها في الرسائل البرقية التي نقلت أخبار الحرب.
وشعرت بهذه الحاجة في من شعر بها، فرأيت أن أقدم لجمهور القراء كتابا جمعت فيه زبدة أخبار تلك البلاد بمشتملاتها، مبينا فيه عادات أهلها وعقائدهم، وأحوالهم الاجتماعية، وما هم عليه من الحضارة والمدنية، وأتيت على طرف من تاريخها وكيفية استعمارها، وما فيها من مصادر الثروة، إلى آخر ما يهم الوقوف على معرفته، ملتزما في جميعه الإيجاز مبتعدا عن التطويل الممل.
صفحه نامشخص