يا إله الرحمة، ارحم شعبك هذا؛ لأنه هرب ليعبدك بسلام بعد أن تحمل الأتعاب الشاقة، وقاسى أهوال القتال من الأشرار الذين لا يعرفونك. والذين يعرفونك ولا يعملون بوصاياك. وأنت يا إلهنا كنت لنا معينا في الشدة، ومنقذا وقت الضيق، ولم تزل ترفق بنا وتغمرنا بمراحمك الإلهية . ولما كنا على شفاء الهلاك ناديتنا بفمك الطاهر الشريف بهذه الكلمة، قائلا: عش يا شعبي وتبارك وكن عظيما. فكنا يا إلهنا كما قلت. ولم تتخل عنا إلى هذا الوقت؛ لأننا متمسكون بمحبتك الثمينة والخضوع الدائم لوصاياك، فأعنا يا إلهنا ولا تنسنا من الآن وإلى الأبد، آمين.
ولهم عيد عظيم يحتفلون به سنويا، وهو يوم 16 ديسمبر، ويسمى عندهم يوم دنجان، وهو تذكار لواقعة حربية كانوا قد انتصروا فيها انتصارا عجيبا، وسيأتي الكلام عليها.
أما المذاهب عندهم فثلاثة؛ أولها المذهب البروتستانتي، وهو أكثرها انتشارا بينهم، وهو المذهب الرسمي الذي تعتبره الحكومة، ويليه المذهب الأرثوذكسي، ثم الكاثوليكي، وهو أقل المذاهب انتشارا هناك.
العلوم والمعارف
بلغ تعداد المدارس في كل أنحاء الجمهورية لغاية سنة 1899 «500 مدرسة»، فيها 13561 من الطلبة، يتلقون فيها اللغة الهولندية، ويوجد غير ذلك مدارس مخصوصة للإنكليز؛ لأن مدارس الترنسفال لا تجيز لطلبتها تعليم اللغة الإنكليزية التي يكرهونها ككرههم لأصحابها. وتوجد مدرسة كلية في بريتوريا. وفضلا عن هذه المدارس، فإنه يوجد أساتذة تعلم القاطنين في القرى البعيدة عن المدارس. وقد كانت المعارف منحطة إلى أدنى الدركات، ولكنها أخذت ترتقي في السنين الأخيرة، حتى بلغت مقاما رفيعا، ولم يكتف شبان البوير بمدارسهم هذه، بل سار بعضهم إلى مدارس أوروبا؛ لتلقي العلوم العليا، وخصوصا الطب والصيدلة، وهذا بيان تعداد الطلبة في أربع سنين مختلفة، ومنه يتضح مقدار تقدمهم:
سنة
تلميذ
مصاريف
1885
1000
صفحه نامشخص