تاريخ الترجمة
تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي
ژانرها
54
وقد ترجم هذا الكتاب يوحنا عنحوري، وأشرف على مراجعته وتحريره الشيخ محمد الهواري، وطبع منه ألف نسخة في بولاق سنة 1254، أي قبل أن يتم طبع الكتاب السابق بنحو 6 سنوات، غير أن هذا الكتاب كان أول كتاب في علم الطبيعة ترجم إلى اللغة العربية؛ فلهذا أقبل عليه تلاميذ المدارس، «وانكبوا عليه ما بين مطالع ودارس، وهبت عليه من القبول نسمة صبا، فتناهبته الأقطار وبددت نسخه أيادي سبأ، واحتيج إلى إحياء مواته، ونشر رفاته»
55
فصدر الأمر بطبعه طبعة ثانية في عهد عباس الأول، فطبع في بولاق سنة 1269.
والآن آن لنا أن نترك الحديث عن برون كمؤلف لنستأنف الحديث عنه كمترجم وعن جهوده في الترجمة في الفصول التالية.
الفصل الثالث
المترجمون
تقدمة عامة
سبق أن ذكرنا أن سنة 1226 / 1811، وهي السنة التي تمت فيها مذبحة المماليك، تعتبر بحق الحد الفاصل بين عهدين: العهد التمهيدي من عصر محمد علي - وفيه بذل الجهد للقضاء على كل العقبات التي تعترض سبيله - وبين عهد الإصلاح، وذكرنا أيضا أن محمد علي كان يرى أن وسيلته للإصلاح هي النقل عن الغرب، وأن «كل ما هو مفيد من النظم الغربية قد كتبه أصحابها، فإذا ترجم إليه استطاع أن يسير طبقا له».
1
صفحه نامشخص