تاريخ الترجمة
تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي
ژانرها
وكانت الترجمة عن هذه اللغات إلى اللغتين التركية والعربية؛ فترجمت الكتب الحربية إلى اللغة التركية؛ لأن معظم طلاب المدارس الحربية في عهدها الأول كانوا من أبناء المماليك والأتراك، كما ترجمت بعض كتب خاصة في التاريخ والسير وشئون الحكم إلى اللغة التركية إجابة لرغبة محمد علي، وليطلع عليها هو، ويفيد منها، أما بقية الكتب في الفنون والعلوم الأخرى فقد ترجمت إلى اللغة العربية لأن تلاميذ المدارس المدنية كانوا جلهم إن لم يكن كلهم من المصريين.
ومذ فكر محمد علي في خطته الإصلاحية، وبدأ ينشئ جيشه وأسطوله ومدارسه، رأى أنه في حاجة إلى كميات كبيرة من الكتب باللغتين العربية والتركية ليستعين بها أساتذة المدارس وطلابها، فاستورد الكتب الكثيرة من تركيا (أنشئت فيها الطباعة منذ سنة 1728)، غير أنه رأى أن معظم هذه الكتب لا ترضي أطماعه؛ فهي كتب قديمة لا تسير مع التقدم العلمي الحديث في أوروبا، فأنشأ مطبعته العربية في بولاق، وراح يسعى لجمع الكتب من كل مكان سعي العالم الهاوي،
2
وقد بذل الجهد كل الجهد لاختيار الكتب التي يمكن أن تفيد لنشر التعليم أو الثقافة في مصر، أو أن تحقق ما يريده من إصلاح، أو تثقيف لعقول مساعديه من رجال الحكم الجديد.
ففي سنة 1224 / 1809 أرسل عثمان نور الدين أول مبعوث مصري إلى أوروبا لتلقي العلم في إيطاليا، وظل ينتقل بينها وبين فرنسا وإنجلترا مدة ثماني سنوات، ولم يعد إلى مصر إلا في سنة 1232 / 1817، وقبيل عودته أمره محمد علي أن يشتري لحسابه من فرنسا وإيطاليا كتبا في مختلف العلوم والفنون السياسية بمبلغ 50000
3
روبل.
وفي سنة 1233 / 1818 أمر محمد علي بشراء 600 كتاب
4
فرنسي أخرى، وعندما استدعيت بعثة مسيو بويه
صفحه نامشخص