تاريخ الترجمة
تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي
ژانرها
Eratos thène avait recueilli à Alexandrie des renseignements trés exacts sur les grandes sinuosités que présente le cours du Nil dans la Nubie; il distingue plus clairement que ne l’afait Hérodote, le vrai Nil venant d’ouest, notre Bahr-el-Abiad, d’Astapus, qui est le Nil d’Abyssinie, le Bahr-el-Azrak ou l’Abava, et l’Astaboras, ou notre Tacazzé.
وهذه القطعة تمثل الخطوة الثانية من خطوات التطور الذي خضعت له الترجمة في عصر محمد علي، فهي لواحد من خريجي البعثات، بل هي للعضو الوحيد الذي تخصص في الترجمة، ومع هذا نلاحظ أن رفاعة كان يخضع للمبدأ العام الذي قررناه، وهو التقيد بالنص الأجنبي تقيدا يخرج الترجمة وفيها شيء من العجمى، حتى ليحس القارئ لأول لحظة أن ما يقرأ نص مترجم، والمترجم الماهر يشعر قارئه دائما أن ما يقرأ نص عربي أصيل، ونحن إذا طبقنا هذا المبدأ على هذه القطعة وجدناه صحيحا إلى حد كبير، انظر كيف ترجم رفاعة هذه الجملة
il distingue plus clairement que ne l’a fait Herodote, le vrai Nil . إنه لم يفعل أكثر من أن حذف كل كلمة فرنسية، ووضع مكانها المعنى العربي الذي تخيره، فأتت الترجمة كما يلي : «قد عرف أوضح من تعريف هردوط النيل الحقيقي»، وهو تعبير بعيد عن التعبير العربي الصحيح، وكان أجدر به - وهو العالم الأزهري - أن يقرب بين الفعل والمفعول، ثم يضع الجملة العرضية في الآخر، فيقول «وقد عرف النيل الحقيقي أوضح من تعريف هردوط.»
وحتى عندما كان رفاعة يبيح لنفسه التصرف في أوضاع أجزاء الجملة الواحدة، لم يستطع صياغتها في أسلوب عربي مقبول؛ فهو مثلا قد قدم بعض ألفاظ الجملة الأولى، وأخر البعض الآخر، ثم أخرجها في النهاية هذا الإخراج: «أن قسم إفريقية من منذ عصر هردوط هو الذي كشف به الأقدمون أقل مما كشفوا لغيره من البلاد.» وكان أقرب إلى الصحة أن يقول مثلا: «لقد كان ما كشفه القدماء من قارة أفريقيا أقل مما كشفوه من أجزاء العالم الأخرى.»
كذلك نلاحظ في ترجمة رفاعة أمورا أخرى، منها: أنه كان متأثرا تأثرا كبيرا بثقافته الأزهرية وبأسلوب الكتب العربية القديمة التي قرأها؛ فهو يبدأ كل فصل بلفظي «اعلم أنه» مع عدم وجود هذين اللفظين في النص الإفرنجي، ومع أنه لا توجد ضرورة ملحة تلزمه باستعمالهما، ومن أمثلة هذا التأثر أيضا أنه يسبق كل مصطلح دال على قطر أو إقليم جغرافي باللفظ العربي التقليدي «بلاد» أو «بر»، فهو يترجم
l’Egypte
ببلاد مصر، و
l’Afrique
ببلاد إفريقية، ويقول «بر المغرب» وهكذا.
ورفاعة في هذه الترجمة لم يدقق التدقيق الكافي عند تخير الألفاظ العربية الصحيحة؛ فتراه يستعمل كلمة «انكشافات» بدل «كشوف»، و«جريان» بدل «مجرى»، و«سواح» بدلا من «رحالة أو سائح»، و«الأقدمون» مكان «القدماء أو القدامى».
صفحه نامشخص