142

تاريخ الترجمة

تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي

ژانرها

وقد عاونه في تبييض الكتاب وتحريره أثناء الترجمة الشيخ محمد هدهد الطنتدائي؛ «فقام بواجبات هذه الوظيفة وزيادة من غير ارتياب، وربما تصرف بعد مشاورتي في بعض عبارات، وأشار علي بتغيير ما يظن أنه يعسر فهمه على من لم يسبق له في هذا الفن علمه، فأجبته حيث قام عندي على صحة ذلك أمارات ... إلخ.»

160

تقدم رفاعة بهذا الجزء من الجغرافيا العمومية إلى محمد علي، فحاز الكتاب القبول وحاز رفاعة الرضاء؛ فقد كان محمد علي معنيا منذ بدأت حرب الشام الأولى بالكتب والمنشورات الجغرافية، يريد أن يعرف - وهو يبني ملكه الجديد - أين هو من الشرق القديم المنحل، وأين هو من الغرب الجديد الناهض، وفي الوثائق المعاصرة شواهد كثيرة على هذه العناية؛ فقد كتب سامي بك إلى الديوان الخديوي في 12 جمادى الأولى سنة 1248 يخبره برغبة الجناب العالي في الاطلاع على خرائط الشام والأناضول، وبوجوب استدعاء أرتين أفندي للتفتيش على هذه الخرائط في خزينة الأمتعة، أو في خزينة القصر العيني، أو في أي محل آخر.

161

وبعد عشرة أيام من هذا الخطاب (22 جمادى الأولى) صدر أمر من محمد علي إلى حبيب أفندي أشار فيه إلى أنه سبق أن طلب منه «خرائط رسم عن بر الشام والأناضول، وأنه علم مما ورد منه عدم وجود ذلك.» وأشار في هذا الأمر إلى أنه متذكر وجود أطلس فلمنك، وآخر فرنساوي به رسم جميع الكرة الأرضية، فيجري البحث عن هذين الكتابين بخزينة الأمتعة أو بمحل وجودها، وإرسالها لطرفه متى وجدت.

162

وفي 18 ذي القعدة سنة 1248 كتب إبراهيم باشا إلى سامي بك يأمره «بوجوب ترجمة الجغرافيتين البرية والبحرية بمعرفة اسطفان أفندي وأرتين أفندي، وبوجوب حفر الخرائط اللازمة بمعرفة الشيخ أحمد العطار الذي عاد من باريز.»

163

وفي 5 ذي الحجة سنة 1249 صدر أمر من محمد علي إلى وكيل الجهادية بطبع ألف نسخة من كتاب التعريبات الجغرافية، «وكذلك ألف نسخة من الأطلس بعد إتمام ترجمته بمعرفة المذكور لما في هذين الكتابين من المنفعة الكلية.»

164

صفحه نامشخص