تاريخ الترجمة
تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي
ژانرها
وأنعم عليه بستة وثلاثين فدانا في الخانقاه، فكانت أول مكافأة نالها رفاعة على جده واجتهاده، وأول الغيث طل.
وسافر إلى القاهرة وحظي بمقابلة ولي النعم محمد علي باشا، وكان محمد علي قد عرفه معرفة أكيدة من تقارير «مسيو جومار» الكثيرة عنه، وكلها مدح وتقريظ لجهوده وتقدير لعمله، وفي هذه المقابلة لقي رفاعة من مولاه كل عطف وتشجيع، «ورأى من ميله إليه ما حمله على الثقة بنجاح المبدأ والنهاية»،
144
وصدر أمره العالي بتعيينه مترجما بمدرسة الطب، فكان أول مصري يعين مترجما بهذه المدرسة؛ فقد كانت هيئة المترجمين جميعا حتى ذلك الوقت من السوريين كما سبق أن ذكرنا؛ لهذا لم يلبث رفاعة أن تفوق عليهم في عمله؛ فهو يتقن العربية إتقانا لا يدانيه فيه أحد من هؤلاء المترجمين السوريين وهو يجيد الفرنسية مثلما يجيدونها، وترجمته في النهاية صحيحة سليمة لا تحتاج - كترجمة السوريين - إلى مراجعة أو تصحيح شيخ من شيوخ الأزهر المحررين بالمدرسة.
لبث رفاعة مترجما في مدرسة الطب نحو سنتين، ولكنه يبدو أنه كان في هذه المدرسة مصححا ومحررا أكثر منه مترجما؛ إذ لم يعرف أنه ترجم في الطب غير الرسالة
146
الصغيرة التي ترجمها وهو في باريس وضمنها رحلته، ولكنه قام في هذه الفترة بمراجعة كتاب «التوضيح لألفاظ التشريح» في الطب البيطري،
147
الذي ترجمه يوسف فرعون وصححه مصطفى كساب؛ فقد قرر مجلس الجهادية في 20 جمادى الأولى سنة 1248 «بناء على ما ورد على مجلس المشورة في مدرسة الطب البيطري الموافقة على طبع كتاب التشريح الذي ترجم بعد مراجعة الترجمة بمعرفة الشيخ رفاعة أفندي وهرقل البيكباشي واتضاح صحتها ...»
148
صفحه نامشخص