تاريخ الترجمة في مصر في عهد الحملة الفرنسية
تاريخ الترجمة في مصر في عهد الحملة الفرنسية
ژانرها
هذا، ولم تخضع أطراف مصر للفرنسيين في الحال، فأرسل نابليون جنوده لإخضاع الصعيد،
11
وشمال الدلتا الشرقي، وتنظيم هذه البلاد، ثم كونت في عواصم المديريات دواوين صغيرة على نمط الديوان الكبير في القاهرة، وكان يصحب هذه الكتائب من الجيش الفرنسي ويعين رجال الإدارة منهم في حكم الأقاليم نفر من هؤلاء المترجمين، كذلك اصطحب الجيش الفرنسي بعضا منهم معه في حملته على الشام.
وذكر الجبرتي أيضا أن المشايخ والأعيان ذهبوا لمقابلة نابليون والسلام عليه بعد عودته من الإسكندرية عقب موقعة أبي قير البرية، «فلما استقر بهم المجلس قال لهم على لسان الترجمان: إن صاري عسكر يقول لكم إنه لما سافر إلى الشام كانت حالتكم طيبة في غيابه، وأما في هذه المرة فليس كذلك، لأنكم كنتم تظنون أن الفرنسيس لا يرجعون، بل يموتون ... وأن المهدي والصاوي ما هم «بونو» أي ليسوا بطيبين.»
12
وعاد نابليون إلى فرنسا، وولى كليبر قيادة الحملة، فظل للترجمة الرسمية شأنها الأول، وللمترجمين مركزهم الهام كوسطاء لنقل الحديث بين الحكام والمحكومين وترجمة الأوامر والفرمانات والوثائق الرسمية، يقول الجبرتي عند كلامه على مشروع اتفاقية العريش: «ولما ورد ذلك الطومار المتضمن لعقد الصلح والشروط عربوه وطبعوا منه نسخا كثيرة فرقوا منها على الأعيان، وألصقوا منها بالأسواق والشوارع.»
13
ولما قتل القائد كليبر كونت محكمة فرنسية خاصة لمحاكمة المتهمين، وألف الفرنسيون «في شأن ذلك أوراقا ذكروا فيها صورة الواقعة، وكيفيتها، وطبعوا منها نسخا كثيرة باللغات الثلاث: الفرنساوية، والتركية، والعربية ...» وطبعوا «من كل لغة قدر خمسمائة نسخة لكي يرسلوا ويتعلقوا في المحلات اللازمة ...»
14
شكل 2-1: صورة الصفحة الأولى من الكتاب المتضمن للترجمة العربية لمحاضر محاكمة سليمان الحلبي، وهو من الكتب القليلة التي ترجمت في عهد الحملة وطبعت بمطبعتها بالقاهرة.
صفحه نامشخص