هذا هو أولهما ، وثانيهما : أن الملك كسرى أرسل إلى وهرز ملك اليمن فى بلاد العرب ، بسيف بن ذى يزن ، لأن جيش الأحباش كان قد بقى فى تلك الحدود ثمانية عشر عاما ، ومنذ ذلك التاريخ غلب السواد على ألوان العرب ، لأن العرب فى الأصل كانوا بيضا ويروى عن صاحب الشريعة عليه الصلاة والسلام على تصديق هذا ، لقد ذل العرب من الأحباش ، وكان وهرز شيخا مسنا ، فلما دارت المعركة ، وكان يعقد عصابة على حاجبه ، وقال لملك الأحباش أبرز إلى وكان ملك الأحباش يعلق ياقوتة على جبينه قدر بيضة الدجاجة فأشاروا له عليه ، فرماه" وهرز" بسهم فلق الياقوتة وخرج من قفاه ، وهذه القصة طويلة وبعيدة عن الغرض وبعد مصالحة منوجهر وإفراسياب ظهرت أرض الرويان ومضت معالم عمارتها واتخذ منوجهر من طبرستان مقرا ومقاما وهكذا بانت حدودها.
** " مدينة آمل"
أصلها أن أخوين كانا من أرض الديالمة أحدهما يدعى إشتاد والآخر يزدان قد قتلا شخصا من عظماء الديالمة المشهورين فى تلك الناحية بالبأس ، وكلاهما قد اتخذ الليل مركبا له وهربا بزيهما وأمر بأنهما من هناك واختارا عن ضرورة مفارقة الوطن والجلاء عنه وأتيا إلى منطقة آمل ، وقد أقام قرية يزداناباد المعروفة والمعمورة بذلك الأخ المسمى يزدان وقرية إشتاد التى بقيت للأخ الآخر أيضا ، وكان لإشتاد هذا بنت كان وجهها محراب العاشقين وشعرها قيدا لمسلوبى اللب والقلوب وكان لذلك الزمان ملك يدعى فيروز ، كان الحاكم لجميع الدنيا وكانت بلخ دار حكمه (عاصمته).
فوازن به أهمى الغيوث إذا حبا
ووازن به أرسى الجبال إذا اجتبى
وشاء القدر فى ليلة من الليالى وبدى طيف هذه الفتاة للملك ففتن بجمالها وظرافتها وكمالها ولطافتها وداعبت فكره وخياله حتى الصباح فلما خرجت يد التقدير من جيب أفق كشمير بيضاء ناصعة للدنيا كيد موسى ثمل الملك من عشق ذلك القمرى واشتعلت الفتنة فقال لنفسه : لقد أقبل الصباح فسلب منى شمسا
خيالك فى الكرى وهنا أتانا
ومن سلسال ريقك قد سقانا
صفحه ۷۸